يزداد الاهتمام الدولي بالحرب فى السودان فى الفترة الأخيرة، وتتواصل المحاولات لوقف عجلة الحرب الدائرة فى السودان، ووقف إطلاق النار لأهداف إنسانية وإدخال المساعدات للأكثر احتياجا.
ولاتزال الحرب فى السودان، في صدارة الأزمات الإنسانية العالمية، حيث أدى القتال المستمر، إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، ونقص حاد في الموارد لمساعدة النازحين الذين تعرض كثير منهم لانتهاكات جسيمة.
ماركو روبيو يدعو لهدنة إنسانية
وأكد ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، أن الهدف الفوري لجهود بلاده بشأن السودان يتمثل في إيقاف الأعمال القتالية قبل بداية العام الجديد 2026، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على التواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة في الصراع.
وقال روبيو، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب أجرت محادثات مع مختلف الأطراف المعنية لوقف الدعم العسكري وضمان التوصل إلى هدنة إنسانية.
كامل إدريس فى نيويورك للتشاور مع الأمم المتحدة
وفى سياق متصل، توجه رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة للتشاور مع الأمم المتحدة حول الحرب والسلام والعمل الإنساني فى السودان.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السودانية "سونا" إن كامل إدريس توجه إلى نيويورك، في مهمة تتعلق بتعزيز العلاقات والتعاون والتشاور مع مسئولين بالأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن المهمة تشمل استكمال الحوار والمباحثات حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة المتعلقة بتداعيات الحرب وآفاق السلام والعمل الإنساني.
تدهور الأوضاع الإنسانية فى كردفان
ومن جهة أخرى، قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في السودان محمد رفعت، إن أكثر من 50 ألفًا نزحوا في منطقة كردفان منذ 25 أكتوبر الماضي في خضم التصعيد فى أعمال العنف.
وكشف أنه من المقدر أن يتأثر نحو نصف مليون شخص من مدينة الأبيض، مضيفا :" يبدو أنها على بُعد خطوة أو اثنتين من أن تكون التالية التي تتعرض للهجوم".
وذكر رفعت، فى مؤتمر صحفي، لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، أن النازحين يفرون من مناطق حول بابنوسة وكادقلي والأبيض، وتابع :" ومن يحالفهم الحظ يصلون إلى النيل الأبيض، لكن من يصل إلى هناك هم نساء وأطفال فقط".
وتوقَّع المسئول الأممي نزوح ما بين 90 و100 ألف شخص من المنطقة، إذا استمر القتال في كادقلي.
وأبدى المسئول الأممي القلق إزاء الوضع في الفاشر بولاية شمال دارفور، مشيرًا إلى أن منظمة الهجرة أحصت أكثر من 109 آلاف شخص تمكنوا من الفرار من المدينة والقرى المحيطة بها، فيما لا يزال الكثير منهم عالقين في القرى المجاورة، وغير قادرين على التحرك أكثر بسبب المشاكل اللوجستية والأمنية، وفقا لموقع دارفور 24.
نزوح مجموعات أخرى نحو ولاية شمال كردفان
وكشفت صحيفة المشهد السوداني، أن مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان شهدت نزوحاً شبه كامل للسكان، حيث أقيمت مخيمات ومراكز إيواء حول المدينة، بينما توجهت أعداد كبيرة من النازحين إلى مدينتي الفولة والمجلد، إضافة إلى نزوح مجموعات أخرى نحو ولاية شمال كردفان.
وخلال الأشهر الماضية، تعرضت بابنوسة إلى تدمير واسع النطاق نتيجة القصف المدفعي والجوي والمعارك التي استمرت بين الجيش وقوات الدعم السريع على مدى 22 شهراً، ما ألحق أضراراً جسيمة بمنازل المواطنين وأدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
وتُعد منطقة كردفان إحدى بؤر القتال المتواصل، وتضم 3 ولايات غنية بالنفط والذهب والأراضي الزراعية، وتشكل حلقة وصل بين مناطق سيطرة الجيش السوداني في الشمال والشرق والوسط وإقليم دارفور الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ نهاية أكتوبر الماضي.
ويشهد إقليم كردفان، تصاعد كبير فى المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني، وميليشيا الدعم السريع، الذي يشهد منذ أسابيع معارك متزايدة، وسط تحذيرات أممية من تدهور الأوضاع الإنسانية وارتفاع المخاطر على المدنيين.
















0 تعليق