شنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، هجوما لاذعا على وزيرة الخارجية الفنلندية، إيلينا فالتونين، على خلفية تصريحات اعتبرتها موسكو مجافية للحقائق التاريخية ومبنية على “جهل سياسي وتاريخي”.
وجاء هذا الانتقاد بعد ادعاء وزيرة الخارجية الفنلندية أن روسيا هاجمت 19 دولة مجاورة خلال المئة عام الماضية، في الوقت الذي لم تتعرض فيه، بحسب قولها، لأي هجوم من دول أخرى.
وفي تعليق نشرته عبر قناتها على تطبيق “تلغرام”، أعربت زاخاروفا عن استغرابها مما وصفته بتصريحات غير دقيقة، مشيرة إلى أن هذا الطرح يتجاهل أحداثا تاريخية موثقة، على رأسها الهجوم الذي شنته ألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر على الاتحاد السوفيتي عام 1941.
وتساءلت زاخاروفا بسخرية عما إذا كان هذا “القصور المعرفي” ناتجا عن طبيعة التعليم الذي تلقته الوزيرة الفنلندية أو بسبب ما وصفته بتراجع مستوى الكفاءة لدى النخب السياسية في فنلندا.
كما استعرضت المتحدثة الروسية جوانب من السيرة الذاتية لفالتونين، موضحة أن الأخيرة عاشت سنوات من طفولتها في ألمانيا، حيث عمل والدها في بعثة دبلوماسية، وتلقت تعليمها في مدارس ألمانية، قبل أن تعود إلى فنلندا منتصف التسعينيات وتواصل تعليمها في مؤسسة تعليمية ألمانية داخل هلسنكي.
وعلّقت زاخاروفا بلهجة ساخرة بأن مصادر معلومات الوزيرة قد تكون “كتيبات لحلف الناتو”، معتبرة هذا التفسير الأقرب، وإن كان غير مقبول من وجهة نظرها.
وفي سياق متصل، أعادت زاخاروفا التذكير بما وصفته بالتاريخ العدائي لفنلندا تجاه روسيا، مشيرة إلى توغل وحدات عسكرية فنلندية داخل الأراضي الروسية عام 1918، قبل إعلان الحرب رسميا، ثم توقيع معاهدة سلام لاحقا، دون أن يمنع ذلك اندلاع مواجهات جديدة عام 1921.
وأكدت أن هذه الوقائع التاريخية تثبت، بحسب تعبيرها، أن فنلندا هاجمت روسيا السوفيتية أكثر من مرة، حتى قبل اندلاع ما يُعرف بحرب الشتاء بين البلدين.
واختتمت زاخاروفا تصريحاتها بالإعلان عن نية موسكو تزويد وزيرة الخارجية الفنلندية بنسخة مترجمة إلى اللغة الفنلندية من كتاب تاريخي صادر عن الجمعية العسكرية التاريخية الروسية، يحمل عنوان “الكتاب الأسود: موجز تاريخ الروسوفوبيا في السويد وفنلندا”، في إشارة إلى ما تعتبره روسيا تشويها متعمدا لتاريخ العلاقات الثنائية.












0 تعليق