أفادت تقارير إعلامية محلية في أيرلندا بأن السلطات رصدت ما يصل إلى خمس من الطائرات المسيرة قرب المسار الذي سلكته طائرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء وصوله إلى البلاد يوم الإثنين، ما أثار حالة استنفار أمني واسعة.
وذكرت صحيفة "آيريش تايمز" أن ظهور الطائرات المسيرة في هذا التوقيت الحساس دفع أجهزة الأمن إلى التعامل مع الحادث باعتباره محاولة محتملة للتدخل في مسار الرحلة، خاصة أن الطائرات المسيرة أصبحت في السنوات الأخيرة مصدر قلق متزايد في أوروبا نتيجة استخدامها في أعمال التخريب والتجسس والتشويش على الملاحة الجوية.
ورغم رصد الطائرات المسيرة، نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أنه لم يكن هناك خطر مباشر على الطائرة، التي وصلت قبل الموعد المحدد بقليل.
ويأتي هذا الحادث بينما تسعى كييف إلى تعزيز اتصالاتها مع الدول الأوروبية، إذ وصل الوفد الأوكراني في زيارة رسمية استمرت ليوم واحد بهدف حشد مزيد من الدعم لـ أوكرانيا في مواجهة الحرب الدائرة مع روسيا.
وتزامن ظهور الطائرات المسيرة مع تصاعد المخاوف الأمنية داخل الاتحاد الأوروبي من تزايد عمليات التسلل بالطائرات غير المأهولة، خاصة بعد سلسلة من الحوادث التي عطلت حركة الملاحة الجوية في مطارات عدة بدول مثل الدنمارك والنرويج وغيرها.
وتعتبر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن انتشار الطائرات المسيرة فوق مرافق حساسة يمثل "حربًا متعددة الوسائل" تهدد الأمن الأوروبي وتفرض على الحكومات تطوير آليات دفاع جديدة.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "التلغراف" في تقرير سابق أن دول الاتحاد الأوروبي تدرس إقامة ما يسمى بـ "جدار الطائرات المسيرة"، وهو نظام دفاعي واسع متعدد الطبقات يعتمد على رادارات وكاميرات وتقنيات اعتراض قادرة على كشف وتحيد أي نشاط جوي مشبوه.
ولفت التقرير إلى أن التحدي الأكبر بالنسبة لأوروبا هو القدرة على التنفيذ السريع لهذه المنظومات، في ظل الزيادة الكبيرة في الهجمات ومحاولات التجسس داخل أراضيها.
ويشير خبراء الأمن إلى أن حادثة أيرلندا قد تكون جرس إنذار إضافيًا يدفع الحكومات الأوروبية إلى تسريع خططها، خصوصًا أن القيادات السياسية مثل زيلينسكي باتت أهدافًا حساسة لأي محاولة اختراق.
كما يرى محللون أن تكرار هذه الحوادث يعكس اتساع فجوة القدرة الدفاعية الأوروبية أمام التقنيات الحديثة المستخدمة في الطائرات غير المأهولة، ما يجعل الحسم في هذا الملف ضرورة استراتيجية لضمان أمن أيرلندا ودول القارة على حد سواء.











0 تعليق