قال الإعلامي محمد الإشعابي، إن الدولة المصرية استطاعت أن تقدم نموذجاً إعلامياً فريداً عبر برنامج "دولة التلاوة" الذي أطلقته مؤخراً، ووُصف هذا الاسم بـ"الاسم على مسمى"، تأكيداً لمكانة مصر كدولة رائدة في فنون التلاوة وتاريخ الإسلام، وكما وصفها الشيخ الشعراوي بأنها "الدولة التي علمت الإسلام للدول التي أتى منها الإسلام".
وأضاف "الإشعابي"، خلال برنامج"العلامة الكاملة"، المذاع على قناة "الشمس"، أن البرنامج لم يكن مجرد مسابقة لحفظة القرآن من الأطفال والشباب، بل تحول إلى ظاهرة مجتمعية وتريند رقم واحد على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا النجاح يكمن في جودة الكواليتي والشكل والمضمون، ولكونه محتوى ينبع من رحم المجتمع وقيمه الأصيلة، مما أحدث صحوة قرآنية جذبت حتى الأطفال للابتعاد عن السوشيال ميديا ومتابعة مواعيده بشغف.
ووجه الشكر هنا إلى قنوات المتحدة للخدمات الإعلامية ووزارة الأوقاف على هذه الملحمة الجميلة التي صدرت بصورة راقية ومحترمة، وإلى شيوخنا الأفاضل في لجنة التحكيم، موضحًا أن هذا النجاح لم يسلم من محاولات "ركوب التريند" السلبية، حيث ظهرت أصوات تشكك وتنتقد المحتوى المتميز، واللافت للنظر هو الانتقادات التي وجهت للزميلة الإعلامية آية عبد الرحمن مقدمة البرنامج.
ولفت إلى أن هذه الانتقادات لم تستهدف جودة الأداء المهني أو المضمون، بل وصلت إلى حد انتقاد مظهرها الشخصي وارتدائها الحجاب، مستندة إلى تفاصيل شخصية لا علاقة لها بالعمل الإعلامي، مؤكدًا أن هذا الانتقاد يمثل افتقاراً لأبجديات المهنية، فالمعيار الأساسي للإعلامي هو جودة المحتوى ودرجة التحضر والجمال التي قدمت بها البرنامج، وليس المظهر الخارجي، ويجب احترام حرية الأفراد في اختيار زيّهم، داعين إلى التركيز على ما يقدمه الإعلامي لا ما يرتديه.
ولفت إلى أنه في المقابل، تتصدر المشهد تريندات أخرى تُصنف بـ"غاية السوء"، وهي ممارسات يتبناها بعض "البلوجرز" الذين يلجأون إلى استغلال حياتهم الشخصية وكرامتهم من أجل إعادة الانتشار والشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الأمثلة الصارخة على هذا التدهور، ظهور ظاهرة "الاحتفال بالطلاق" أو إقحام الحياة الأسرية والعائلية في محتوى مسيء، ليتحول البلوجر إلى مادة لـ"التسلية النتنة" على حساب قيمه الذاتية.
ونوه بأن هناك جانباً أكثر خطورة يتعلق بحياة البلوجرز الافتراضية، حيث يتم استخدام بعضهم بشكل ممنهج من قِبل شركات للترويج، وهذا الواقع الذي يظهر فيه البلوجر يعيش في فيلات ويركب أفخم السيارات، هو في كثير من الأحيان واقع افتراضي غير حقيقي ومموّل، موضحًا أن هذا التضليل يخلق حالة من الإحباط والنقمة لدى الشباب الذي يعمل بجد، ويدفعه للتساؤل: "لماذا أعمل بأجر محدود، بينما هذا الشخص لا يعمل شيئاً ويعيش حياة الرفاهية؟"، مما يهدد قيم العمل والاجتهاد في المجتمع.
وأشار إلى تأكيد الرئيس السيسي في وقت سابق على أن الدراما يجب أن تعكس حقيقة المجتمع المصري، وليس فقط فئة النخبة التي تعيش في القصور، داعياً إلى أن يكون الإعلام والدراما مرآة للطبقة المتوسطة والفقيرة، ولذلك كثفت الدولة جهودها لمواجهة المحتوى الهدّام، حيث تعاملت وزارة الداخلية بجدية مع أي بلاغ ضد محتوى "خادش للحياء" أو مضلل، وقد أدت هذه الإجراءات إلى إلقاء القبض على عدد من البلوجرز الذين ثبت تقديمهم لمحتوى يخالف القانون، حيث تم ضبط ما لا يُسرّ من مواد غير قانونية بحوزتهم.
وشدد على أن المجتمع المصري مجتمع ذكي لا يتقبل المحتوى العفن، ويحترم الشاب المجتهد الذي يحقق طموحه بالجهد والعمل الجاد، وليس بتحويل الذات إلى مادة للتسلية والتهريج، موضحًا أن الحجم الحقيقي للاحتفاء يكمن في القيمة التي يقدمها صانع المحتوى.











0 تعليق