في عالمٍ تتغير فيه خريطة الطاقة كل ساعة، وتتحرك الأسعار كما أمواج المحيط، بقي النفط اليوم في حالة تذبذب هادئة تشبه صمت ما قبل العاصفة.
أسعار النفط العالمي اليوم الخميس
صعدت الأسعار قليلًا، ولكن خلف هذا الارتفاع الهش يقف مشهد معقد من توترات سياسية، وحقول متوترة، وناقوس خطر يدق حول إمدادات روسيا التي كانت يومًا أحد أعمدة السوق العالمية. وبين ضربات المسيرات، وتعثر مسار السلام، يجد السوق نفسه عالقًا بين أملٍ بعيد وقلقٍ يقترب، فيما تترقب الأسواق كل خبر، وكل حركة، وكأن الجميع ينتظر الشرارة القادمة.
محادثات السلام وتراجع الآمال بعودة تدفقات النفط الروسي
ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الخميس ارتفاعًا محدودًا، وسط حالة من القلق العالمي تجاه مستقبل الإمدادات الروسية بعد سلسلة من الهجمات الأوكرانية التي طالت منشآت الطاقة، في ظل تعثر محادثات السلام وتراجع الآمال بعودة تدفقات النفط الروسي بالوتيرة السابقة.
وسجل خام برنت زيادة طفيفة قدرها 14 سنتًا ليصل إلى 62.81 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 16 سنتًا ليستقر عند 59.11 دولارًا للبرميل.
ووفق تقارير من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، فقد تمت مهاجمة خط أنابيب دروجبا في منطقة تامبوف الروسية، وهو الهجوم الخامس على أحد أهم خطوط نقل النفط إلى المجر وسلوفاكيا. ورغم الضربة، أكدت الشركة المشغلة أن الضخ ما زال مستمرًا دون انقطاع.
كما ساهمت التطورات السياسية في دعم الأسعار؛ إذ انسحب ممثلو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من محادثات السلام مع موسكو دون نتيجة تذكر، ما ألقى بظلال من الشك على مستقبل الاتفاقات المحتملة وسيناريوهات إنهاء الحرب.
وخلال الأشهر الماضية، كانت التوقعات تشير إلى إمكانية إنهاء النزاع، وهو ما تسبب في ضغوط هبوطية على الأسعار، إذ رجّح المستثمرون أن أي تسوية دبلوماسية ستفتح الباب أمام تخفيف العقوبات وعودة النفط الروسي للأسواق التي تعاني أصلًا فائضًا في المعروض.
المخاوف المتعلقة بتزايد الإمدادات وضعف الطلب العالمي
ومع ذلك، يرى محللون أن السوق لا يزال هشًا، حيث أوضح توني سيكامور من شركة “آي.جي” أن المخاوف المتعلقة بتزايد الإمدادات وضعف الطلب العالمي ما زالت تؤثر على حركة الأسعار رغم المكاسب المحدودة الحالية.















0 تعليق