أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ما يصفه بـ خدعة الطاقة الخضراء يمثل في نظره أكبر عملية تضليل شهدتها الولايات المتحدة، معتبرًا أنها تتجاوز حتى الاتهامات المتعلقة بقضية التدخل الروسي في انتخابات 2016. وجاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، حيث تحدث مطولًا عن رؤيته للسياسات البيئية في البلاد، معتبرًا أن خدعة الطاقة الخضراء أصبحت أداة سياسية واقتصادية تُستخدم للضغط على قطاعات واسعة من الاقتصاد الأمريكي. وفي بداية حديثه، شدد ترامب على أن التخلص من خدعة الطاقة الخضراء ضرورة لحماية ما يراه المصالح الوطنية للولايات المتحدة، متهمًا خصومه السياسيين باستخدام الملف لأغراض انتخابية ضمن سياق الجدل الانتخابي المستمر في المشهد السياسي.
وأوضح ترامب أن خدعة الطاقة الخضراء ليست مجرد توجه بيئي، بل وصفها بأنها مشروع ضخم يقف خلفه صناع سياسات وإعلاميون يسعون إلى إعادة تشكيل الاقتصاد الأمريكي على حساب ما يعتبره مبادئ النمو التقليدي. وأضاف أن هذا المفهوم يرتبط، حسب رؤيته، بمحاولات الضغط على الصناعات الأمريكية الكبرى، مؤكدًا أن إنهاء الاعتماد على ما وصفه بـ خدعة الطاقة الخضراء سيعيد التوازن لملف الطاقة ويقلل من الأعباء المفروضة على المواطنين. وأشار إلى أن الإدارة السابقة بقيادة جو بايدن اعتمدت معايير لاستهلاك الوقود وصفها بأنها غير واقعية، وأن مرسومه الجديد يهدف إلى وقف هذه السياسات التي يراها مضرة، مؤكدًا أن نقاش السياسة الأمريكية يجب أن يقوم على أسس اقتصادية لا على شعارات سياسية.
وتطرق ترامب كذلك إلى الاتهامات القديمة المتعلقة بالتدخل الروسي، معتبرًا أن "خدعة روسيا"، كما يسميها، تقف في المستوى نفسه من التضليل الذي يراه في خدعة الطاقة الخضراء. واستشهد بتقرير المدعي الأمريكي الخاص جون دورهام الذي صدر عام 2023، والذي خلص إلى عدم وجود دلائل لدى الاستخبارات الأمريكية حول صلات مزعومة بين حملته الانتخابية وروسيا. وقال ترامب إن استخدام ملف التدخل الروسي كان جزءًا من معركة سياسية داخل الولايات المتحدة، تمامًا كما هو الحال في قضية خدعة الطاقة الخضراء التي يعتبرها أحدث أشكال الاستقطاب في الساحة السياسية الأمريكية. وختم تصريحاته بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات جوهرية في ملفات الطاقة، مشيرًا إلى رغبته في إنهاء ما يصفه بأنه توظيف سياسي يخلط بين التدخل الروسي والبيئة والطاقة والمنافسة الاقتصادية.











0 تعليق