أعلن الصليب الأحمر الدولي، اليوم الأربعاء، أنه سيستلم جثمان أحد المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، تمهيدًا لنقله وتسليمه للجيش الإسرائيلي، وذلك وفق ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”. وتأتي هذه الخطوة في وقت تتواصل فيه الجهود الإنسانية والدبلوماسية بين الأطراف المختلفة لتطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتحقيق تقدم في ملف الأسرى والمفقودين.
وكانت حركة حماس قد أعلنت في وقت سابق اليوم أنها ستقوم بتسليم جثمان محتجز إسرائيلي قالت إنه تم العثور عليه في شمال قطاع غزة، موضحة أن الجثمان يعود لأحد المفقودين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة في القطاع. ولم تصدر الحركة تفاصيل إضافية حول ظروف وفاة المحتجز أو التوقيت الدقيق للعثور عليه، في حين ينتظر أن تتم عملية النقل عبر وسطاء دوليين ومن خلال ترتيبات إنسانية تضمن سلامة الأطراف المشاركة.
ويعد استلام الجثمان خطوة مهمة ضمن المساعي المتواصلة لحل ملف الأسرى والمفقودين، الذي يظل أحد أبرز الملفات العالقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، خاصة في ظل حساسية هذا الملف لدى الرأي العام الإسرائيلي، ومع تصاعد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية لاستعادة المحتجزين والمفقودين.
من جهته، رحّب الجيش الإسرائيلي بالإعلان، مؤكدًا أنه سيعمل على استكمال الفحوصات والتشخيص الطبي للجثمان فور وصوله، تمهيدًا لإبلاغ عائلة المحتجز بشكل رسمي. كما شدد الجيش على أنه مستمر في جهوده لاستعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة “أحياءً أو أمواتًا”، وفق تعبيره.
وتأتي هذه التطورات في توقيت حساس تشهد فيه المنطقة مفاوضات غير مباشرة بشأن تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتوازي مع ترتيبات إنسانية تتعلق بالمساعدات وإعادة الإعمار وملفات إنسانية أخرى. كما تسعى عدة أطراف إقليمية ودولية إلى تحقيق تقدم في المسارات الإنسانية، باعتبارها مقدمة ضرورية لأي حلول سياسية مستقبلية.
ويرى مراقبون أن موافقة حماس على تسليم الجثمان قد تشير إلى استعداد الحركة للتفاعل مع الجهود الجارية لإحراز تقدم في ملف الأسرى، خصوصًا في ظل وساطة دولية نشطة تشارك فيها عدة أطراف بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة ودول إقليمية.
ويشكل الصليب الأحمر حلقة وصل أساسية في التعامل مع قضايا الأسرى والضحايا خلال النزاعات، ويؤدي دورًا إنسانيًا معترفًا به دوليًا في ضمان حقوق الأسرى ومتابعة الأوضاع الميدانية ذات الصلة، إلى جانب الإشراف على عمليات تسليم الجثامين عند التوصل إلى تفاهمات.
ومع استمرار الجهود الإنسانية والدبلوماسية، تبقى قضية الأسرى والمفقودين محورًا رئيسيًا في أي حديث عن تسوية أو تهدئة طويلة الأمد، في ظل تمسك كل طرف بمواقفه ومطالبه السياسية والأمنية.












0 تعليق