سلطت شبكة CNBC نيوز الأمريكية الضوء على استعدادات الهند لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت ترزح فيه نيودلهي تحت وطأة الرسوم الجمركية العقابية الأمريكية على مشترياتها من النفط الروسي.
الهند تستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتعزيز العلاقات التجارية، غير عابئة بالرسوم الجمركية الأمريكية العقابية.وقالت الشبكة في تقريرٍ نشر اليوم الأربعاء إن الزيارة المقررة يومي الخميس والجمعة تعكس تمسك الهند بتعزيز علاقاتها مع موسكو رغم الضغوط الأمريكية المتصاعدة.
وقالت الشبكة إن إيان بريمر، رئيس ومؤسس شركة "أوراسيا جروب" للاستشارات السياسية، اعتبر أن الزيارة تظهر رغبة نيودلهي في الحفاظ على شراكتها مع موسكو، خاصة في ظل شعورها بأن الولايات المتحدة غير موثوقة والصين خصم استراتيجي مباشر.
ومن المقرر أن يصل بوتين إلى نيودلهي للمشاركة في القمة الروسية–الهندية السنوية الثالثة والعشرين، حيث توقع محللون – نقلت عنهم الشبكة – أن تشهد القمة خطوات جديدة لتعميق التعاون السياسي والتجاري والدفاعي بين البلدين.
تعزيز الشراكة الاستراتيجية
أشارت الشبكة إلى تصريحات تشيتيج باجباي، الباحث البارز في تشاتام هاوس، الذي قال إن الزيارة، وإن كانت مُخططًا لها مسبقًا، إلا أنها تؤكد تمسك الهند بسياستها الخارجية المستقلة وعدم خضوعها لضغوط إدارة ترامب.
وأضافت CNBC: أن الكرملين أكد أهمية الزيارة، مشيرًا إلى أن بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي سيناقشان نطاق الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين، بما يشمل ملفات التجارة والطاقة النووية المدنية والتعاون العسكري.
وتوقعت الشبكة أن يصدر الجانبان بيانًا مشتركًا، وأن توقع مجموعة واسعة من اتفاقيات ثنائية جديدة تشمل قطاعات وزارية وتجارية متعددة.
وذكرت الشبكة أن التجارة بين البلدين بلغت 68.72 مليار دولار خلال السنة المالية المنتهية في مارس 2025، وهو رقم يميل بقوة لصالح موسكو. وقالت إن نيودلهي تسعى لزيادة صادراتها من الآلات والمواد الكيميائية والمنتجات الغذائية والدوائية إلى روسيا، بينما ستسعى موسكو لتوسيع استثماراتها وحلولها التكنولوجية في مجال الطاقة النووية المدنية في الهند.
وأضافت أن الهند وروسيا ستبحثان أيضًا تنويع التعاون التجاري لتعويض تراجع مشتريات الهند من النفط الروسي، في وقت توقعت تقارير إعلامية أن يناقش الجانبان صفقة طائرات "سو-57" ومنظومة الدفاع الصاروخي "إس-500".
لكن بعض الخبراء – وفقًا للشبكة – أعربوا عن شكوك بشأن قدرة موسكو على الوفاء بصفقات السلاح بسبب نقص المكونات الحيوية مثل الرقائق الإلكترونية.
الضغوط الأمريكية على واردات النفط
وقالت الشبكة إن الولايات المتحدة تضغط بقوة على الهند لخفض اعتمادها على النفط الروسي، معتبرة أن هذه الواردات تساعد موسكو على تحمل العقوبات الغربية ومواصلة هجومها في أوكرانيا.
وأوضحت أن نيودلهي تتحمل رسومًا جمركية إضافية بنسبة 25% فوق الرسوم الأصلية على صادراتها إلى الولايات المتحدة، كعقوبة على تعاملاتها الطاقة مع موسكو، بينما تتهم واشنطن الهند بإعادة بيع النفط الروسي لتحقيق أرباح كبيرة.
وأضافت أن الهند تسعى لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة عبر زيادة واردات الطاقة الأمريكية وتقليص مشترياتها من الخام الروسي، رغم أن محللين توقعوا عودة انتعاش الصادرات الروسية إلى الهند عبر وسطاء جدد قادرين على تجاوز العقوبات.
زيارة بوتين والجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب
وذكرت الشبكة أن زيارة بوتين تأتي بينما تكثف الولايات المتحدة جهود الوساطة لإنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية.
وقالت إن بوتين عقد أمس اجتماعات مطولة مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر في موسكو، وصفت بأنها "بناءة" دون تحقيق تقدم حقيقي نحو تسوية.
وأضافت أن الهند تأمل في نجاح الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، لما لذلك من تأثير مباشر في تخفيف التدقيق الغربي على علاقاتها مع روسيا.













0 تعليق