أكد الدكتور عصفور، الخبير الدولي في البيئة، أن التحول العالمي نحو التكنولوجيا الخضراء يعزز المكاسب الاقتصادية للدول والشركات، ولكنه يحمل في طياته أيضًا انعكاسات بيئية إيجابية لا يمكن تجاهلها، فكل استثمار في الطاقة المتجددة أو الابتكار منخفض الانبعاثات يسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تحسين الوضع البيئي العالمي، وبالتالي دعم النمو المستدام.

وتابع، في مداخلة عبر تطبيق سكايب على فضائية "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، أن هذا التحول لا يخلو من التحديات المستقبلية التي قد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها مبكرًا، على سبيل المثال، تتمتع الألواح الشمسية بعمر إنتاجي يصل إلى نحو 25 عامًا، وبعد انقضاء هذا العمر تتحول إلى نفايات تتطلب بنية تحتية متطورة لإعادة التدوير، ما قد يتسبب في مشكلة بيئية جديدة إذا لم تتم إدارة هذه العملية بشكل فعال.

وأوضح أن التحديات المرتبطة بالبطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة، مشيرًا إلى أنها تحتوي على معادن نادرة يصعب استخراجها وإعادة تدويرها، مما يزيد من تكلفة التعامل معها في المستقبل، ويعزز ذلك من تعقيد الأمر في ظل القيود التجارية الصارمة التي تفرضها دول مثل أوروبا والولايات المتحدة على الواردات المرتبطة بالتكنولوجيا الخضراء، خصوصًا فيما يتعلق بالمعايير البيئية ومتطلبات سلاسل التوريد. 

وأضاف أن هذه القيود تضع الدول النامية أمام تحدٍ كبير في تحقيق التوازن بين الاستثمار في الاقتصاد الأخضر وضمان القدرة على المنافسة عالميًا، لافتًا إلى أن الحاجة إلى سياسات بيئية مبتكرة، وكذلك تعزيز التعاون الدولي، أصبح أكثر من أي وقت مضى أمرًا ضروريًا لمواجهة هذه التحديات وضمان استدامة التحول نحو التقنيات الخضراء.