أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيّته بيع نحو 50 مقاتلة شبح F-35 للمملكة العربية السعودية صدمة في إسرائيل، ليس فقط لمكانة الطائرات كأحدث مقاتلات( الجيل الخامس)، ولكن لقدراتها المتقدمة التي تُعدّ ثورة في علوم القتال الجوي.
خصائص F-35 الأساسية
قدرات التخفي: تصميم الطائرة يقلّل من بصمتها الرادارية بشكل كبير، ما يجعلها شبه غير قابلة للكشف بواسطة الرادارات التقليدية.
شبكة تكاملية متقدمة: الطائرة تجمع بيانات من أجهزة استشعار متعددة وتوفر صورة شاملة للسماء والهدف.
قدرات هجومية دقيقة: تمكنها من مهاجمة أهداف بعيدة بدقة عالية دون الحاجة إلى دعم طائرات أخرى.
التسلّط الإلكتروني: يمكنها تعطيل الدفاعات الجوية للخصوم والسيطرة على الفضاء الإلكتروني أثناء المعارك.
رادار متطور متعدد الوظائف: يتيح تتبع الأهداف الجوية والبرية والسيطرة الكاملة على المعركة.
قدرة على العمل في بيئات معادية بكفاءة عالية: الطائرة تتيح للطيار رؤية كل شيء، التحكم في أساطيل أخرى، والعمل باستقلالية كاملة عن أبراج المراقبة التقليدية.
هذه الخصائص تجعل F-35 أداة استراتيجية تهدد التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وهو ما أثار الإنذار الأمني داخل تل أبيب.
صدمة في تل أبيب: وثيقة سرية تحذر من نهاية التفوّق العسكري
كشفت صحيفة المونيتور أن «الجيش الإسرائيلي» أرسل عشية إعلان الصفقة وثيقة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، حذّرت من انهيار التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي الذي حمتْه واشنطن منذ 2008. وتآكل القدرة على شنّ هجمات جوية بعيدة المدى، خصوصاً ضد إيران.
تعطّل خطط إسرائيل للحصول على أجيال إضافية من F-35 وF-15 بسبب ضغط الإنتاج الأميركي.
وقال اللواء احتياط إيتان بن إلياهو:«ترامب يعلم أن بيع هذه الطائرات للسعودية يُذيب تفوّق إسرائيل الجوي… لكنه يفضّل مصالحه التجارية».
واكد مصدر سلاح جو إسرائيلي آخر رفض الإفصاح عن هويتة أن«طائرة F-35 ليست مجرد طائرة… إنها قدرة استراتيجية تخترق السماء بلا أثر».وأيضا صرح ضابط كبير سابق في سلاح الجو الإسرائيلي لموقع "المونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته، في إشارة إلى قدرة الطائرة على التهرّب من الاكتشاف: "طائرة أف 35 ليست طائرة. إنها قدرة استراتيجية. يمكنها الوصول إلى أيّ مكان بسرية تامّة".
وأضاف: "عندما يُفعّل الطيار أنظمته في قمرة القيادة حتى قبل الإقلاع، يُصبح الشرق الأوسط بأكمله مُمتداً أمام عينيه"، مُضيفاً أنّ الطيار يُمكنه خوض معركة والتحكّم في طائرات أخرى. يرى الطيار كلّ شيء. لا يحتاج إلى برج مراقبة جوية، لأنّ الطائرة وحدة مراقبة جوية متنقّلة. إنها متقدّمة بجيل أو جيلين على جميع المقاتلات
لماذا السعودية؟.. الدوافع الحقيقية وراء قرار ترامب
وبنظرة لعمق السياسة الأميركية، يُفهم أن ترامب لا يتحرك بدافع عاطفي، بل وفق ثلاث ركائز:
مكافأة السعودية كحليف رئيسي
ترامب صرّح قبل زيارة محمد بن سلمان:«السعودية حليف وفيّ ويستحق أفضل ما لدى أميركا».
الصفقة ليست مكافأة فقط، بل تعزيز لمحور إقليمي يخدم واشنطن في مواجهة إيران والصين.
صفقة اقتصادية ضخمة
الطائرات الـ 50 قد تتجاوز قيمتها 40 مليار دولار، وهي واحدة من أكبر مبيعات السلاح في تاريخ الولايات المتحدة.
إعادة تشكيل التحالفات في الشرق الأوسط
وفي ذات السياق يري ترامب أن السعودية يجب أن تمتلك أسلحة متطورة لقيادة محور إقليمي جديد تحت إشراف واشنطن، وبما يقلّل اعتماد الشرق الأوسط على وجود جيش أميركي مباشر.
هل تحصل إسرائيل على تعويض؟.. ماذا تقول المصادر
رغم الغضب الإسرائيلي العارم، تكشف مصادر أمنية رفيعة للمونيتور أن: واشنطن تدرس تقديم تعويضات لإسرائيل تشمل: تزويد إسرائيل بأنظمة تكنولوجية متقدمة خاصة لا تُمنح لأي دولة أخرى، إمكانية بيع نسخ متطورة من F-15 EX، رفع مستوى التمويل العسكري (FMF) خلال السنوات القادمة، إمكانية التحكم الأميركي بالطائرات السعودية عن بُعد
وكشف مسؤول سياسي إسرائيلي كبير وقال«لدى الأميركيين القدرة على شلّ قدرات هذه الطائرات إذا عطّلوا أنظمتها عن بُعد».
وقد يشمل ذلك:منع نشرها قرب حدود إسرائيل، تقييد استخدامها الهجومي
و تمتلك إسرائيل نسخة معدّلة من F-35، و هي الدولة الوحيدة المصرح لها بذلك، ما يمنحها تفوقاً إضافياً في القتال الإلكتروني والاستخبارات الجوية.
تركيا.. القلق الأكبر لإسرائيل بعد السعودية
مصدر دبلوماسي إسرائيلي قال للمونيتور:«وجود F-35 في يد أردوغان أخطر من وجودها في يد السعودية».
ويكمن السبب في ارتباط تركيا بـ"الإخوان المسلمين"، علاقتها مع حماس، مسار التطبيع التركي-الروسي، إلى جانب التاريخ العدائي بين أنقرة وتل أبيب.
















0 تعليق