مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تتزايد التحديات الصحية التي تواجه الأسر، خاصة مع انتشار نزلات البرد والإنفلونزا، وارتفاع معدلات الإجهاد بسبب قلة التعرض للشمس وقصر ساعات النهار، وبينما يعاني الكثيرون من الخمول وضعف المناعة في هذا الموسم، يؤكد خبراء الصحة أنّ تبنّي نمط حياة صحي يعتمد على عادات يومية بسيطة يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في الوقاية من الأمراض والحفاظ على النشاط.
تعزيز المناعة يبدأ من المطبخ
يمثل الغذاء المتوازن حائط الصد الأول أمام أمراض الشتاء، فالإقبال على تناول الخضروات والفواكه الغنية بفيتامين"سي" مثل البرتقال والليمون والجوافة، يساعد بشكل مباشر على دعم وظائف الجهاز المناعي. كما ينصح الأطباء بالإكثار من الأطعمة الدافئة مثل الشوربة الغنية بالخضروات، والابتعاد عن الوجبات السريعة التي تسبب الخمول وتضعف قدرة الجسم على مواجهة العدوى.
وفي الوقت نفسه، يشدد خبراء التغذية على أهمية تناول الأطعمة الغنية بالزنك مثل المكسرات والبقوليات، لما لها من دور رئيسي في مقاومة الفيروسات، وتعد المشروبات الدافئة مثل الزنجبيل والنعناع واليانسون من الخيارات المثالية التي تعزز الشعور بالدفء وتساعد على تحسين التنفس.
الحركة اليومية.. سر النشاط في البرد
قد ينخفض نشاط البعض خلال الشتاء بسبب الطقس البارد، لكن الحفاظ على حركة يومية even لو بسيطة يمثل عنصرا مهما لتعزيز صحة الجسم والعقل، وينصح المختصون بممارسة رياضة المشي لمدة 20 دقيقة يوميًا أو القيام بتمارين منزلية خفيفة، إذ تسهم الرياضة في تنشيط الدورة الدموية، ورفع مستويات الطاقة، وتحسين الحالة المزاجية.
كما تشير الدراسات الحديثة إلى أن النشاط البدني المنتظم يقلل من فرص الإصابة بنزلات البرد بنسبة قد تصل إلى 40%، بفضل دوره في تقوية المناعة وتحسين جودة النوم.
الترطيب.. عادة يجب ألا تتراجع في الشتاء
على الرغم من أن الشعور بالعطش يقل في الأيام الباردة، إلا أن الجسم يحتاج إلى كميات كافية من الماء للحفاظ على وظائفه الحيوية، ويحذر الأطباء من إهمال شرب الماء خلال الشتاء، لأن الجفاف قد يؤدي إلى إرهاق الجلد وضعف التركيز وزيادة احتمالات الإصابة بالعدوى.
ويوصي خبراء الصحة بتناول ما لا يقل عن 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا، إضافة إلى شرب الأعشاب الدافئة التي تُعد بديلًا صحيًا للمشروبات المُحلاة.
النوم الكافي أساس المناعة
النوم المنتظم يعد حجر الأساس في نمط الحياة الصحي خلال الشتاء. فعدم الحصول على ساعات نوم كافية ينعكس مباشرة على جهاز المناعة ويزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض الموسمية، وينصح الأطباء بالنوم ما بين 7 و8 ساعات ليلًا، مع الالتزام بوقت ثابت للنوم والاستيقاظ.
كما يساعد تجنب الشاشات الإلكترونية قبل النوم بساعة على تحسين جودة النوم، وتقليل مستويات التوتر والإجهاد.
التعرض للشمس.. فيتامين طبيعي لا غنى عنه
يعد فيتامين "د" أحد أهم العناصر التي يحتاجها الجسم طوال العام، وتزداد أهميته خلال الشتاء خصوصا مع انخفاض التعرض المباشر لأشعة الشمس، ويسهم هذا الفيتامين في تقوية العظام والعضلات والمناعة وتنظيم الحالة المزاجية، وينصح الأطباء بالتعرض للشمس لمدة 15 دقيقة يوميًا في ساعات الصباح أو قبل الغروب.
العناية بالبشرة.. ضرورة وليست رفاهية
البرد يتسبب في جفاف البشرة وتشققها، لذلك ينصح أطباء الجلد باستخدام مرطبات مناسبة تحتوي على مكونات طبيعية، وشرب الماء باستمرار، وتجنب المياه شديدة السخونة أثناء الاستحمام لأنها تزيد من فقدان الرطوبة، كما يفضل استخدام واقي الشمس حتى في الشتاء لحماية البشرة من الأشعة الضارة التي تخترق السحب.
الوقاية خير من العلاج
تؤكد المنظمات الصحية أن الحفاظ على نمط حياة متوازن خلال الشتاء يمكن أن يمنع أكثر من 60% من الأمراض الموسمية الشائعة، فالاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين باستمرار، وتجنب التجمعات المغلقة عند الشعور بالتعب، كلها ممارسات ضرورية للحد من انتشار الفيروسات.











0 تعليق