شهدت مدينة زفتي بمحافظة الغربية اليوم الثلاثاء مشهدًا إنسانيًا لافتًا بعدما وصل الحاج محمد حسين البالغ من العمر 85 عامًا إلى لجنته الانتخابية بمدرسة عنرو بن العاص الرسمية للغات بزفتي، مستندًا على عكازه، مصرًا على الإدلاء بصوته في انتخابات مجلس النواب، رغم تقدمه في العمر ومعاناته الصحية التي بدت واضحة أثناء تحركه نحو اللجنة.
إصرار فاق التوقعات
تحرك الرجل الثمانيني بخطوات بطيئة لكنه ثابتة، ورفض أي مساعدة من المتواجدين حوله، مؤكدًا أن مشاركته واجب وطني لا يمكن التهاون فيه، وروى عدد من الناخبين الذين شاهدوا وصوله أن إصراره كان رسالة مباشرة للجميع، خاصة الشباب الذين يتردد بعضهم في المشاركة.
وأكد الحاج محمد فور وصوله إلى باب اللجنة أنه خرج من منزله منذ الصباح الباكر بعد أن أصر على التوجه منفردًا دون أي مرافق، رغم محاولات أسرته منعه بسبب حالته الصحية.
رسالة مباشرة للشباب
وقال الحاج محمد حسين بصوت ضعيف لكنه واضح: "أنا جيت علشان بلدي، ويمكن رجلي تعبانة وظهري مش مساعد، بس الواجب واجب، اللي زينا خلاص عمره راح، إنما الشباب هم اللي جاي. ومفيش بلد بتقوم من غير صوتهم. اللي يقدر يمشي على رجله لازم ييجي ويقول رأيه."
وأضاف الرجل الثمانيني:"أنا مفيش حاجة بتلزمني أطلع من بيتي غير إن ضميري بيقولي لازم، لو كل واحد قال ماليش دعوة البلد هتروح لمين."
مشاركة كبار السن تفرض نفسها
وجاء حضور الحاج محمد، ضمن مشاهد عديدة شهدتها لجان الغربية خلال اليوم وامس، حيث واصل كبار السن والنساء تصدر مشهد المشاركة، في وقت تتزايد فيه الدعوات الموجهة للشباب للنزول والمشاركة الفعلية باعتبارهم الشريحة الأوسع والأكثر تأثيرًا في مستقبل الحياة النيابية.
ويؤكد هذا المشهد مرة أخرى الدور الملهم لكبار السن الذين حولوا مشاركتهم إلى رسالة مباشرة مفادها أن الوطن يحتاج إلى كل صوت مهما تقدم العمر أو زادت المشقة.
0 تعليق