في مشهد احتفالي متجذر في الذاكرة الأمريكية، منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العفو الرسمي عن ديك رومي بمناسبة عيد الشكر، وذلك خلال الحفل السنوي الذي أقيم في حديقة الورود داخل البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، حيث ظهر ترامب وسط أجواء مرحة وهو يعلن العفو أمام الحضور، بينما نشر الحساب الرسمي للبيت الأبيض على منصة إنستجرام مقطع فيديو يوثق اللحظة، ليكون جزءًا من أرشيف الاحتفالات الرئاسية المتوارثة.
عيد الشكر… مناسبة تتجلى فيها قيم المشاركة والعطاء
يُعد عيد الشكر أو Thanksgiving أحد أهم الأعياد الوطنية في الولايات المتحدة، حيث يخصص الكثير من الأمريكيين وقتهم في هذا اليوم لإعداد وتقديم الطعام للمحتاجين، ويشاركون بشكل واسع في الأعمال التطوعية داخل ما يُعرف بـ"مطابخ الحساء"، فضلًا عن دور الكنائس وملاجئ المشردين التي تستقبل المتبرعين والمتطوعين على حد سواء، في صورة تعكس عمق التلاحم المجتمعي.
كما يحرص آخرون على دعم حملات التبرع بالمواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، والمشاركة في الأنشطة الخيرية التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني، في محاولة لإضفاء روح الأمل والمساعدة على آلاف الأسر المحتاجة في مختلف الولايات.
جذور تاريخية تعود إلى القرن السابع عشر
ترجع قصة عيد الشكر إلى بدايات القرن السابع عشر عندما هاجر الأوروبيون إلى القارة الأمريكية هربًا من الاضطهاد الديني الذي كانت تمارسه الكنيسة الإنجليزية، حيث وجد المستوطنون الأوائل أنفسهم أمام تحديات قاسية للبقاء على قيد الحياة، لكنهم استطاعوا تجاوزها بفضل تعاون السكان الأصليين الذين قدموا لهم المساعدة في الزراعة والصيد.
ومن ثم، جاء أول احتفال بعيد الشكر كتعبير عن الامتنان للنعمة والنجاة، قبل أن يتحول مع مرور الزمن إلى تقليد سنوي رسمي يتبناه رؤساء الولايات المتحدة عبر مراسم ثابتة أبرزها "عفو الديك الرومي" الذي يمثل لمسة من الطرافة والبهجة.
يشكل عيد الشكر مناسبة مميزة يلتف فيها الأمريكيون حول مائدة واحدة تجمع العائلة والأصدقاء، ليجددوا خلالها قيم الامتنان والتآخي، بينما يظل مشهد عفو الرئيس عن الديك الرومي من أكثر اللحظات التي تجذب الأنظار سنويًا، كونه يجمع بين روح الدعابة والرمزية التاريخية لهذا العيد الوطني العريق.











0 تعليق