ألمانيا تتحرك لإعادة بناء قوتها العسكرية.. استراتيجية دفاعية جديدة لمواجهة التهديدات الأوروبية المتصاعدة
تشهد ألمانيا واحدة من أكبر التحولات الاستراتيجية في تاريخها الحديث، مع إعلان الحكومة الألمانية الائتلافية عن إعادة رسم ملامح الاستراتيجية الدفاعية الألمانية وبناء جيش يُصنّف ضمن الأقوى في أوروبا خلال السنوات المقبلة. ويأتي هذا التوجه في ظل مشهد دولي معقد، وتصاعد التوترات الأمنية في القارة الأوروبية، وهو ما أعاد ملف الدفاع والتسليح إلى صدارة أولويات برلين، بعد عقود من الاكتفاء بدور محدود في الدفاع الإقليمي.
وتزايدت مؤشرات البحث حول خطة ألمانيا لتقوية الجيش وملامح القانون الدفاعي الجديد، بعدما أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي التوصل إلى اتفاق رسمي بشأن مشروع قانون شامل يستهدف إعادة هيكلة القوات المسلحة وتحديث جاهزيتها، في خطوة وصفت بأنها «تغيير جذري» في عقيدة الردع الألمانية.
قانون دفاعي جديد لإعادة هيكلة الجيش الألماني
وفقًا لما أعلنته الحكومة الألمانية، فإن مشروع القانون الجديد يهدف إلى تعزيز قدرات الجيش على المستويين التقني والبشري، من خلال تحديث منظومات التسليح، وتوسيع برامج التدريب، وزيادة الإنفاق الدفاعي بما يتماشى مع التزامات ألمانيا داخل حلف الناتو.
ويشمل القانون إعادة تنظيم الوحدات القتالية، وتطوير أنظمة الدفاع الجوي، ورفع كفاءة القوات البرية والجوية والبحرية، إضافة إلى دعم الصناعات الدفاعية الوطنية، لضمان استقلالية ألمانيا في مجال الإنتاج العسكري وتوفير احتياجات القوات المسلحة محليًا.
وترى برلين أن هذا التحرك لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية مع تفاقم التحديات الأمنية، وعودة الصراعات التقليدية إلى الساحة الأوروبية.
روسيا.. مصدر التهديد الأكبر في رؤية برلين الأمنية
تُجمع دوائر صنع القرار في ألمانيا على أن الخطر الروسي يمثل التحدي الرئيسي لأمن أوروبا خلال المرحلة المقبلة. وتعتبر الحكومة الائتلافية أن تعزيز قوة الجيش الألماني بات أمرًا لازمًا لضمان الردع وحماية الحدود الأوروبية، خاصة بعد التوترات الإقليمية التي أعادت تشكيل معادلات القوة في القارة.
وتؤكد الحكومة أن القانون الجديد سيسهم في تجهيز ألمانيا عسكريًا للدفاع عن نفسها وعن شركائها، بما يضمن عدم ترك فراغ استراتيجي في قلب أوروبا.
تحرك يعيد ألمانيا إلى مركز الثقل العسكري الأوروبي
يرى خبراء الدفاع أن هذه الخطوة قد تُعيد ألمانيا إلى موقعها التاريخي كقوة أوروبية رئيسية، قادرة على لعب دور قيادي في حماية الأمن القاري. ومع الخطط الجديدة، تسعى برلين إلى بناء جيش مُجهّز وحديث يمتلك الإمكانات اللازمة للتعامل مع تهديدات المستقبل، سواء داخل أوروبا أو في سياقات دولية أوسع.
وتشير تقديرات دفاعية إلى أن هذا التحول سيعيد رسم ميزان القوى في أوروبا، ويضع ألمانيا في موقع متقدم ضمن الدول الأكثر استعدادًا للتحديات العسكرية.

















0 تعليق