تشهد الأسواق حالة من الترقّب بعد محاولات التهدئة بين روسيا وأوكرانيا، خاصةً بعد الارتفاع الكبير في أسعار السلع خلال فترة الحرب وما صاحبها من اضطراب في سلاسل الإمداد العالمية وتزايد تكاليف النقل والطاقة، ومع بدء الحديث عن تهدئة محتملة، يطرح تساؤل رئيسي، وهو هل ستشهد أسعار السلع انخفاضًا خلال الفترة المقبلة أم ستظل على مستوياتها الحالية؟
عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابق: الفترة القادة تشهد تفاؤل بأسعار السلع
الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابق أكد أن التوترات الدولية ومن بينها الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على معدلات التضخم وحركة الأسعار عالميًا، لأن الاقتصاد العالمي يعمل كمنظومة مترابطة، إذ أن أي اضطراب في أحد مكوّناتها ينعكس على بقية الأسواق، فهناك سلع تتأثر فورًا بحكم ارتباطها بالتجارة الخارجية، بينما تنتقل آثار هذه التوترات إلى سلع أخرى بشكل تدريجي.
وأعرب الخبير الاقصادي عن تفاؤله بخصوص أسعار السلع بشكل عام الفترة القادمة ليس على مستوى مصر فقط بل على مستوى العالم لافتًا إلى أنه في حال شهدت الأزمة الروسية-الأوكرانية تهدئة حقيقية، سيسهم ذلك في تخفيف الضغوط على سلاسل الإمداد ويحدّ من موجات ارتفاع الأسعار، وبالتالي سيؤدي هذا إلى تثبيت الأسعار.
وفي الوقت نفسه ، أشار إلى أنه من المهم التأكيد على أن استقرار الأسعار ليس بالضرورة انخفاضها الحاد لافتًا إلى أن ذلك هو الهدف الأهم في هذه المرحلة، لأن الانخفاض الكبير قد يسبب خسائر للتجار ولأصحاب المخزون، أما إذا ثبتت الأسعار فإنه مع ارتفاع مرتبات المواطنين الدوري سيشعر المواطن بتغير إيجابي وزيادة نهائية في قدرته المادية.
وأضاف انه إذا استمرت محاولات التهدئة بين روسيا وأكرانيا فمن المتوقع أن نشهد حالة من استقرار الأسعار خلال فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وهو ما سينعكس إيجابًا على القوة الشرائية والدخل الحقيقي للمواطن.
رئيس شعبة المواد الغذائية بالجيزة: شهدت بعض السلع انخفاضًا في السعر وأخرى ثباتًا
ومن جهته، كشف هشام الدجوي، رئيس شعبة المواد الغذائية بالجيزة، أن السوق يشهد خلال الفترة الحالية تحسّنًا ملموسًا في أسعار عدد من السلع الأساسية، حيث سجّل سعر السكر تراجعًا ملحوظًا بعد فترة من الارتفاع، كما شهدت أسعار الأرز انخفاضًا واستقرارًا واضحًا في أغلب المنافذ.
وأشار الدجوي في حديثه لـ“الدستور” إلى أن الدولة قامت أيضًا بطرح زجاجات زيت بسعر منخفض لا يتجاوز 47 جنيهًا للعبوة 700 جرام، وهو ما ساهم في تخفيف الضغط على الأسواق وتعزيز وفرة السلع بأسعار مناسبة للمواطنين.
وأكد رئيس الشعبة أن هذه التطورات الإيجابية تعكس حالة من التحسّن الحقيقي في السوق، موضحًا أنه بحكم متابعته اليومية لحركة البيع والشراء، يلمس اتجاهًا متزايدًا نحو الاستقرار السعري، مع احتمالات استمرار هذا التحسن خلال الفترة المقبلة إذا استمرت المعروضات في التدفّق بنفس الوتيرة.
وأضاف أن التراجع في أسعار بعض السلع الأساسية وطرح الدولة بدائل بأسعار مناسبة يمثلان مؤشرًا واضحًا على إمكانية الوصول إلى مرحلة أكثر استقرارًا، وربما انخفاضات إضافية في أسعار سلع أخرى خلال الفترة القادمة مع استمرار الجهود الحالية.
وكانت قد شهد الوضع الحالي محاولات التهدئة بين روسيا وأوكرانيا تتركز على جولات تفاوضية تجري في جنيف بمشاركة مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا، ضمن إطار مبادرة للسلام قدمتها الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة ترامب، وهذا المقترح يتضمن طلبات قصوى من الجانب الروسي تقضي بانسحاب أوكرانيا من أراضٍ لم تحتلها بعد، وبتقليص الجيش الأوكراني إلى النصف، وحظر امتلاك أوكرانيا لأسلحة طويلة المدى، مع الإبقاء على سيطرة موسكو على الأراضي التي تحتلها بما فيها اعتراف جزئي بضم شبه جزيرة القرم.













0 تعليق