سنجر: قرار ترامب بتصنيف الإخوان إرهابيين تحوّل كبير سيغيّر خريطة المواجهة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية بقطاع أخبار المتحدة، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعزمه تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية يُعد تطورًا مهمًا في تعامل الولايات المتحدة مع الجماعة، موضحًا أن التقييم الأمريكي لخطر الإخوان مستمر منذ فترة، بدءًا من مواقف السيناتور الجمهوري تيد كروز في ولاية تكساس، الذي تحدث مرارًا عن تهديد الجماعة للأمن القومي الأمريكي.

وأوضح خلال مداخلة عبر إكسترا نيوز، أن الولايات المتحدة لم تصدر بعد قرارًا رسميًا عبر وزارة الخارجية، لكن إعلان ترامب يمثّل منعطفًا جديدًا في السياسة الأمريكية تجاه الجماعة.

وأشار إلى أن دولًا عديدة، وعلى رأسها مصر منذ 30 يونيو، كانت سبّاقة في تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية نظرًا لخطورتها على الأمن الداخلي والسياسات العربية، ولأن الجماعة وأذرعها في دول كثيرة استُخدمت كأدوات للتأثير وزعزعة الاستقرار.

وأكد “سنجر” أن الجماعة فقدت أهميتها لدى كثير من الدول التي كانت توظّفها لأغراض سياسية، مشيرًا إلى خطورتها في استخدام الدين الإسلامي كغطاء لأفكار متطرفة تهدد المجتمعات، مضيفا أن تصريحات ترامب الأخيرة كشفت عن سرقة نحو نصف مليار دولار كان يفترض أن تُخصص لمساعدة الشعب الفلسطيني، في إشارة إلى ارتباط الإخوان بمنظمات داخل الولايات المتحدة لها نشاطات سابقة تستدعي تحركًا قانونيًا.

وبيّن أن المؤسسة التنفيذية في أمريكا بدأت بالفعل إعداد وتجهيز الإجراءات القانونية اللازمة لاتخاذ قرار قضائي، وفق ما أعلنه الرئيس ترامب، متوقعًا أن تنتهي الإدارة الأمريكية الحالية إلى إعلان تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية داخل الولايات المتحدة، وهو ما سيشكل تحولًا كبيرًا يقيّد نشاط الجماعة ورموزها الذين طالما استفادوا من الحماية القانونية والجنسية الأمريكية.

وعن تأثير القرار المحتمل، أكد سنجر أن الولايات المتحدة تمتلك صوتًا مؤثرًا عالميًا، وأن اتخاذ هذا القرار سيدفع الكثير من الدول الأوروبية إلى اتخاذ خطوات مماثلة، مبينا أن دولًا مثل النمسا اتخذت قرارًا مشابهًا منذ عام 2021، وروسيا منذ عام 2003، بالإضافة إلى الدول العربية مثل مصر والأردن والإمارات والسعودية.

وأشار إلى أن القرار الأمريكي سيؤدي إلى مطاردة رموز الجماعة الذين استخدموا الولايات المتحدة وأوروبا كمنصات عدائية ضد الدول العربية، وأن عزم واشنطن على هذا التحرك يعكس صحة الرؤية المصرية التي لفظت الجماعة مبكرًا، بعدما أثبتت التجربة أنها تستخدم الدين لتحقيق أهداف تزعزع استقرار الدول.

وأضاف أن الولايات المتحدة عادة ما تتحرك عندما تشعر بتهديد لأمنها، وأن هذا المسار يسير في الاتجاه الصحيح للفصل بين الإسلام الحقيقي المعتدل، وبين من يتاجرون بالدين ويستخدمونه كغطاء.

وحول مدى استجابة الدول التي تستضيف قيادات الجماعة، توقع سنجر أن تلتحق دول عديدة بالقرار الأمريكي، نظرًا لمكانة واشنطن وتأثيرها الدولي، خاصة في عهد ترامب الذي لا يقبل التباطؤ في اتباع السياسات التي يراها ضرورية لحماية الأمن القومي الأمريكي.

وقال “سنجر” إن تبني أمريكا لهذا الإجراء سيجعل من الصعب على أي دولة الاستمرار في احتضان الجماعة، خصوصًا في ظل النفوذ الواسع الذي تمارسه في أوروبا وتأثيراتها على الدول العربية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق