في قلب صعيد مصر، حيث تتسارع خطوات التنمية وتتغير ملامح المحافظات يومًا بعد يوم، تبرز شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء كأحد أهم محركات التحول في البنية التحتية للطاقة. 

مشروعات توسعية تعكس رؤية واضحة لتأمين مستقبل الطاقة

لم تعد الشركة مجرد مُقدّم خدمة، بل أصبحت لاعبًا رئيسيًا يعيد رسم خريطة توزيع الكهرباء عبر إنجازات استثمارية غير مسبوقة، ومشروعات توسعية تعكس رؤية واضحة لتأمين مستقبل الطاقة ودعم النهضة الزراعية والصناعية. 

وبين خطط تطوير الشبكات، وميكنة الخدمات، وبرامج التدريب المتقدمة للعنصر البشري، تكشف الشركة عن أداء نوعي يؤكد أن الصعيد يتغير.. وأن الطاقة أصبحت رافعة حقيقية للتنمية.

قفزات قوية في مختلف مجالات العمل خلال العام المالي الأخير

أعلنت الجمعية العامة لشركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء عن نتائج استثنائية تؤكد تحقيق قفزات قوية في مختلف مجالات العمل خلال العام المالي الأخير، وذلك خلال اجتماعها برئاسة المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر. وقد أثنت الجمعية على جهود العاملين التي أدت إلى تطوير مستوى الخدمة، وتأمين استقرار التغذية الكهربائية لملايين المشتركين في محافظات الصعيد التابعة لنطاق الشركة، وهي: أسيوط، الوادي الجديد، بني سويف، الفيوم، والمنيا.

مصر الوسطى نجحت في تنفيذ خطة استثمارية ضخمة

من جانبه، أوضح المهندس رأفت شمعة رئيس الشركة، أنّ مصر الوسطى نجحت في تنفيذ خطة استثمارية ضخمة تجاوزت 826.6 مليون جنيه، إلى جانب تحقيق فائض مالي بلغ 131.9 مليون جنيه بنهاية يونيو 2026. وتغطي الشركة نطاقًا جغرافيًا يمثل أكثر من نصف مساحة مصر تقريبًا، ويشمل عدد مشتركين وصل إلى 5.24 مليون مشترك بزيادة ملحوظة مقارنة بالعام الماضي.

وأشار شمعة إلى أن الخطة ساهمت في تحسين جودة التغذية الكهربائية، ورفع كفاءة الجهود بالشبكات، وتقليل عدد مرات انقطاع التيار وزمن الانقطاع، إلى جانب تطوير مراكز خدمة العملاء. كما نفذت الشركة مشروعات توسعية بقيمة 478 مليون جنيه لمواجهة الزيادة في الأحمال، تضمنت مد شبكات جهد متوسط بطول 701 كم، وجهد منخفض بطول 1395 كم، وتركيب 262 محولًا جديدًا، وإنشاء 4 لوحات توزيع.

كذلك تم تنفيذ مشروعات إحلال وتجديد بقيمة 296 مليون جنيه شملت استبدال خطوط وكابلات الجهد المتوسط والمنخفض، وتغيير آلاف الأعمدة والمحولات ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل الشبكات، مما رفع من كفاءة التشغيل وخفض الأعطال.

وفي إطار تحسين تجربة الجمهور، استكملت الشركة خطة تطوير مراكز الخدمة عبر توحيد الهوية البصرية وميكنة الخدمات، ليصل عدد المراكز المطوّرة إلى 22 مركزًا. كما برز دور الشركة في تعزيز المشروعات الزراعية والصناعية بالصعيد، ومنها توصيل الكهرباء لـ 34 ألف فدان بمشروع مستقبل مصر شرق العوينات باستثمارات بلغت 304 ملايين جنيه، إضافة إلى تزويد مزارع بني سويف والمنيا بالكهرباء بقيمة 183 مليون جنيه.

وفي الجانب التجاري، حققت الشركة نموًا في مبيعات الطاقة بنسبة 5.76%، مقابل زيادة في الطاقة المشتراة بنسبة 4.80%، ما ساهم في خفض نسبة الفقد إلى 17.25% مقارنة بـ17.99% العام السابق. كما قدّم أكثر من مليون مواطن طلبات لتركيب العدادات الكودية عبر المنصة الموحدة، وتم تركيب أكثر من 1.23 مليون عداد منذ إطلاقها.

وبالتعاون مع الضبطية القضائية وشرطة الكهرباء، نجحت الشركة في مكافحة سرقات التيار، وبلغ إجمالي المتحصلات 1.4 مليار جنيه. وعلى المستوى البشري، واصلت الشركة الاستثمار في تدريب العاملين، حيث حصل مركز التدريب على شهادة ISO 9001:2015، مما يعزز قدرته على رفع كفاءة العاملين وتطوير مهاراتهم.

ومع هذه الإنجازات المتتابعة، تواصل شركة مصر الوسطى ترسيخ دورها كمحرك رئيسي للتنمية في قلب الصعيد، عبر بنية كهربائية متطورة تلبي احتياجات السكان والمشروعات القومية على حد سواء.