أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن الإحساس المتكرر لدى المواطنين بأن "شتاء هذا العام هو الأشد" ليس دليلًا على ظهور وباء جديد أو متحور غامض، وإنما نتيجة مجموعة عوامل تراكمت خلال السنوات الأخيرة، جعلت الأمراض التنفسية تظهر بشكل أعنف لدى بعض الفئات، خاصة الأطفال.
وقال عبدالغفار، إن الفيروسات التنفسية تتغير طبيعيًا كل موسم، وهو ما يجعل المناعة المكتسبة من الموسم السابق أقل فاعلية في بعض الأحيان، فتبدو الأعراض أقوى وأطول.
وأضاف أن فترة جائحة كورونا من 2020 حتى 2022 أدت إلى انخفاض كبير في تعرض الأطفال والبالغين للفيروسات الموسمية المعتادة بسبب الإجراءات الوقائية، وهو ما تسبب في ضعف مؤقت للمناعة بعد انتهاء تلك الفترة.
وأوضح المتحدث الرسمي، أن السنوات الماضية شهدت تزامن إصابة العديد من الأطفال بأكثر من فيروس تنفسي خلال نفس الموسم، مثل الإنفلونزا وRSV وغيرها، ما جعل فترة المرض تبدو أطول وأكثر إرهاقًا للأسر.
كما لفت إلى أن الكثير من الناس يقارنون كل شتاء بشتاء العام السابق فقط، متجاهلين أن الفيروسات تمر بدورات طبيعية من النشاط والهدوء.
وأشار إلى أن انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ساهم في تضخيم الشعور بالخطر، رغم أن الوضع الوبائي في مصر مستقر وفي الحدود الطبيعية لهذا الوقت من العام.
وأضاف أن تراجع الاهتمام بالعادات الصحية البسيطة، مثل غسل اليدين وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، أدى إلى ارتفاع معدلات انتقال العدوى داخل المدارس.
وأكد أن الدراسات العالمية تشير إلى أن دورات نشاط الفيروسات ستعود إلى طبيعتها تدريجيًا خلال عامي 2026 و2027، مشددًا على أن الوضع الحالي لا يمثل وباءً جديدًا بل تطور طبيعي لما بعد الجائحة.
ووجّه عبدالغفار مجموعة من النصائح للأسر، أبرزها حصول الأطفال على لقاح الإنفلونزا خاصة الفئات الأكثر عرضة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وترك الطفل في المنزل عند ظهور أعراض حرارة أو كحة أو إرهاق لمدة يومين إلى ثلاثة أيام حتى تتحسن حالته دون أدوية خافضة.
واختتم بتأكيد أن فهم طبيعة الفيروسات يساعد الأسر على التعامل بهدوء وذكاء، ويجنبهم القلق غير المبرر، مؤكدًا أن صحة الأطفال تبدأ من وعي الأهل والتزامهم بالإرشادات الوقائية.



















0 تعليق