أعلنت دار الإفتاء المصرية أن اليوم السبت هو أول أيام شهر جمادى الآخرة لعام 1447 هجريًا، ليبدأ المسلمون شهرًا يرتبط تاريخيًا بمناخ شديد البرودة وأحداث بارزة في التاريخ الإسلامي. ويُعد شهر جمادى الآخرة الشهر السادس في التقويم الهجري، وهو أحد الشهرين المؤنثين في السنة العربية إلى جانب جمادى الأولى.

سبب تسمية شهر جمادى الآخرة بهذا الاسم

ترجع تسمية الجماديي -جمادى الأولى وجمادى الآخرة- إلى عهد كلاب بن مرة نحو عام 412 ميلاديًا، حيث اتفقت الروايات على أن الماء كان يتجمّد في تلك الفترة من شدة البرد، خاصة في شمال الجزيرة العربية، وهو ما جعل العرب يطلقون عليهما هذا الاسم المرتبط بالجفاف والصر القارس.

بل إن بعض القبائل كانت تسمّي فصل الشتاء كاملًا "جمادى" سواء وافق حلول الشهر أو لا، نظرًا لشدة البرودة وقسوة المناخ آنذاك.

وتذكر المصادر التاريخية أن الشتاء كان قاتلًا أحيانًا؛ ففي عام 226هـ سقط على تيماء بَرَد بحجم البيض خلال جمادى الأولى، ما تسبب في وفاة عدد كبير من الناس.

جمادى الآخرة.. شهر يسبق رجب

ينتظر المسلمون هذا الشهر باهتمام، إذ يسبق شهر رجب أحد الأشهر الحرم. ويُقال «جمادى الآخرة» وليس «جمادى الثانية»، لأن الثانية تفترض وجود ثالثة، بينما لا يوجد إلا جُماديان فقط.

أحداث تاريخية وقعت في شهر جمادى الآخرة

شهد هذا الشهر عددًا من أبرز الأحداث في التاريخ الإسلامي، من بينها:

وفاة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ

وصول المسلمين إلى الإسكندرية سنة 21 هـ

وفاة الخليفة هارون الرشيد ـ 3 جمادى الآخرة 193هـ

مكانة التقويم الهجري وأهميته

يستند التقويم الهجري القمري إلى دورة القمر، وقد أُنشئ رسميًا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجُعلت الهجرة النبوية مرجعًا لأول سنة فيه.

ورغم أنه تقويم إسلامي، فإن أسماء الشهور القمرية كانت مستخدمة في الجاهلية قبل الإسلام. ويستند التقويم إلى ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا…﴾
[التوبة: 36]

والأشهر الحُرم الأربعة هي: رجب – ذو القعدة – ذو الحجة – محرم.