تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة التونسية هند صبري، التي بدأت رحلتها في عالم السينما منذ سن صغيرة، تاركة بصمة فنية واضحة بين صفوف جمهورها والنقاد على حد سواء، رحلة هند لم تكن مجرد مسار عادي، بل قصة عن الطموح، التحدي، والتحرر الفني، حيث بدأ أول مانشيت عن اسمها بعنوان "لماذا هند صبري؟" عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها فقط، بعد مشاركتها في مهرجان كان ضمن المسابقة الرسمية عن فيلمها الأول.
تحديات هند صبري في بداياتها
في لقاء سابق رصده موقع تحيا مصر، تحدثت هند عن بداياتها الفنية والتحديات التي واجهتها في سن مبكرة، مؤكدة أن شرط أهلها الأساسي لممارسة التمثيل كان الحفاظ على دراستها، حيث كانوا يحرصون على أن يكون معها مدرس لتدريسها أثناء التصوير، وأن لا تُعاد عليها السنة الدراسية بسبب الانشغال بالعمل الفني، خصوصًا خلال تصوير فيلم "صمت القصور".
وعلى الرغم من صغر سنها، استطاعت هند أن تحقق نجاحًا مبكرًا في مسيرتها، حيث حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان قرطاج وهي تبلغ 15 عامًا فقط، ما دفع الصحافة التونسية إلى مهاجمتها وكتابة أول مانشيت كبير يحمل اسمها: "لماذا هند صبري؟"، وهو المانشيت الذي شكل نقطة تحول في إدراكها لأهمية السينما ودورها الاجتماعي والثقافي.
تأثير الشهرة على حياة هند صبري
تحدثت هند أيضًا عن تأثير الشهرة على حياتها الشخصية، موضحة أن والدتها كانت قلقة على مسارها، بينما والدها ربّاها على مبدأ "الحرية مع المسؤولية"، مؤكدًا ضرورة احترام الذات وعدم التنازل عن المبادئ، وهو ما جعلها تتخذ قرارات حاسمة بشأن الشخصيات التي تقدمها، مفضلة الابتعاد عن النماذج النسائية التي تستخدم أنوثتها كسلاح، وعدم التمثيل في أدوار لم تقتنع بها تمامًا، مثل دورها في فيلم "ويجا".
وعن تصنيفها الفني، قالت هند إنها لم تصنف نفسها أبدًا كممثلة تقدم أدوارًا جريئة، بل إن هذا التصنيف فُرض عليها من الخارج. كما كشفت عن ميولها الفنية نحو الشخصيات الكادحة والخادمة، بعيدًا عن أدوار الشخصيات الغنية التي لا تحمل صراعات حقيقية، معتبرة أن العمق الدرامي في الشخصيات البسيطة أكثر إثارة للاهتمام.
تعرض هند صبري للظلم
لم تكن رحلة هند صبري خالية من المحن، فقد عاشت بعيدًا عن أسرتها لفترات طويلة، وتعرضت لظلم إعلامي كبير، بما في ذلك حادثة تعرضت فيها لتزوير للحقائق بسبب وجودها في مكان حادثة أطلقها أحدهم أمام سيارتها، رغم ذلك، اعتبرت هذه المحن جزءًا من قوتها الشخصية والفنية، مؤكدًة أنها حاولت دائمًا تصحيح الصورة التي وصلت للناس بطريقة صائبة رغم صعوبة الموقف.
اليوم، ومع مرور سنوات على بدايتها المبكرة، تظل هند صبري واحدة من أبرز الفنانات التونسيات والعرب، رمزًا للموهبة التي توفق بين الطموح والالتزام بالقيم الشخصية، وقصة نجاح ملهمة لكل من يتابع خطواتها في عالم السينما والفن.














0 تعليق