وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استيقظتُ اليوم على مفاجأة لم أتوقعها؛ وصلتني هدية بمناسبة عيد ميلادي علي منزلي، بوكيه ورد فاخر وتورته، وكارت صغير يلوح بالغموض.

الكارت كان صغيرًا وبسيط الشكل، لكنه مليء بالغموض؛ ملمسه ناعم ولونه هادئ، وعلى زاويته علامات استفهام بدل الإمضاء، كأن المرسل أراد أن يظل مجهولًا.

نص الرسالة على الكارت كان قصيرًا، لكنه أثار فضولي أكثر، فالحديث كان بلغة الأبراج تلك اللغة التي أعرفها جيدًا وأحبها.

وبجانب الرسالة، كان هناك «QR» كود صغير، وعند مسحه، بدأت أنغام أغنية «Happy Birthday» تتدفق، تضيف للهدية حياة وحركة، وتجعل اللحظة الصغيرة أكثر دفئًا وفرحًا.

كل كلمة، كل لحن، وكل تفصيله في البوكيه والكارت، جعلني أشعر وكأن شخصًا يعرفني جيدًا أراد أن يجعل يومي يبتسم، بينما يظل أسمه طي الغموض.

ابتسمت وأنا أرى كل ورود البوكية والتي كانت جميعها من زهرة الـ«داليا»، بلونها البنفسجي العميق، وكأنها تحمل رسالة خفية بين بتلاتها الـ«داليا» ليست مجرد زهرة جميلة، بل رمز للأصالة، الثبات، والغموض.

البنفسجي، لون الاحتفال والروحانية، ولكنه يعبر أيضًا عن الأعتذار  في لغة الورد؛ مما جعل البوكيه يتحدث بلغة لا يفهمها إلا من يعرفك حق المعرفة.

في كل لمسة من هذه الزهور شعرت أن المرسل ليس عابرًا، بل شخص يقرأ تفاصيلك الصغيرة، يعرف ما يسعد قلبك، ويحول لحظة عادية إلى مشهد شاعري.

الغموض في كل بتلة، وفي اختيار اللون والوردة، جعل المفاجأة أشبه برسالة صامتة، تقول: «أعرفك، وأعرف ما يسعدك، حتى لو كنتِ بعيدة».

بين حالة الدهشة والحيرة التي وضعتني فيها المفاجأة، وجدت نفسي أضحك لنفسي وأتساءل: من وراء هذه اللحظة الصغيرة الساحرة؟ صديق ؟ شخص قريب يعرفني أكثر مما أظن؟ أم سرّ قديم أراد أن يطل برفق؟.

كل مرة أنظر للبوكيه، أو أقرأ نص الكارت، أو أسمع أنغام أغنية «Happy Birthday» من الكود، يزداد الفضول في قلبي لمعرفة الاسم وراء علامات الاستفهام.

الغموض أصبح جزءًا من جمال اللحظة، لكنه أيضًا يترك فراغًا صغيرًا في داخلي، فراغ يطالب بإجابة، بإعتراف، بحضور.

وفي نهاية اليوم، بقيت اللحظة عالقة بين الدهشة والابتسامة. كل وردة داليا، كل نغمة من أنغام «Happy Birthday»، وكل علامة استفهام على الكارت، تركت أثرًا صغيرًا في القلب، وكأن أحدهم أراد أن يقول شيئًا بصمت، وربما يومًا ما، سيكشف الغموض عن نفسه.

أو سيظل طيفه يمر بين لحظاتنا كهمسة لطيفة، تذكرنا بأن الحياة أحيانًا تحبنا في صمت، وأن المفاجآت الصغيرة قادرة على رسم ابتسامة جميلة علي شفاهنا دون سبب واضح سوى وجود من يفكر بنا بخفة وحب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق