قال الكاتب الصحفي بشير عبدالفتاح إن ما يشهده العالم اليوم من هجمات إلكترونية وأعمال تخريب غامضة واستغلال لأزمات الطاقة، يعكس بوضوح ملامح ما يُعرف بـ"الحرب الهجينة" التي تتبناها روسيا في صراعها مع الغرب، مشيرًا إلى أن هذا النمط من الحروب بات أداة استراتيجية لتغيير قواعد الاشتباك التقليدية.
وأوضح "عبدالفتاح" خلال لقائه مع "القاهرة الإخبارية" أن مصطلح "الحرب الهجينة" حديث نسبيًا، إلا أن مضمونه ليس جديدًا، فقد عرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، لكن روسيا أعادت إحياءه بشكل ممنهج منذ احتلالها لشبه جزيرة القرم عام 2014، وهو ما دفع حلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية إلى تصنيف تحركات موسكو ضمن هذا الإطار.
وأضاف أن الحرب الهجينة تمزج بين أدوات عسكرية تقليدية وأخرى غير تقليدية، مثل الهجمات السيبرانية، والتضليل الإعلامي، الذكاء الاصطناعي والتدخل في الأنظمة المصرفية والانتخابية، وتعطيل البنية التحتية الحيوية كالمطارات وشبكات الاتصالات، دون الحاجة إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
وأشار إلى أن روسيا لجأت إلى هذا النهج بهدف تحييد المواقف الأوروبية تجاه الحرب في أوكرانيا، خاصة أن كييف لا يمكنها الصمود أمام موسكو دون الدعم الغربي، لذلك، تسعى روسيا إلى إرباك الداخل الأوروبي، وإضعاف تماسكه، ودفعه نحو الحياد أو تقليص الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا.
ولفت إلى أنه في الأشهر الأخيرة، تصاعدت وتيرة هذه الحرب غير التقليدية، حيث رُصدت عمليات اختراق بالطائرات المسيّرة، وهجمات إلكترونية على مطارات وأنظمة مصرفية، فضلًا عن محاولات للتأثير في نتائج الانتخابات داخل بعض الدول الأوروبية، في إطار استراتيجية روسية شاملة لإعادة رسم موازين القوى دون إطلاق رصاصة واحدة.
















0 تعليق