زاخاروفا تواصل “حفلات التهكم” على زيلينسكي: من السياسة إلى المسرح الكوميدي

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

على مدى السنوات الماضية تحولت تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى مادة جدلية ثابتة في المشهد السياسي والإعلامي.

لم تكتف زاخاروفا بالانتقاد السياسي التقليدي؛ بل تبنّت أسلوبًا ساخرًا لاذعًا يتراوح بين الإيحاءات المسرحية والاتهامات المباشرة، ما جعل تعليقاتها محطّ متابعة واسعة.

هذا التقرير يستعرض أبرز تلك المواقف، وكيف حولت زاخاروفا استجواب زعيم دولة إلى سلسلة من “اللقطات الساخرة” التي تصنع عناوين يومية.


زيلينسكي و”الهستيريا الدبلوماسية”

في أحد أبرز التعليقات، وصفت زاخاروفا ردود زيلينسكي خلال المفاوضات في إسطنبول بأنها “نوبة هستيرية”، مؤكدة أنه استخدم لغة “بذيئة ومهينة”.

وبحسب روايتها، لم يكن الوفد الروسي يواجه رئيسًا يحاول إنقاذ بلده، بل ممثلًا يؤدي مشهدًا انفعاليًا أمام الكاميرات.

هذا النوع من الوصف لم يكن عابرًا، بل أصبح جزءًا من خطاب ثابت يشير – وفقًا لها – إلى فقدان كييف القدرة على التفاوض الجاد.


“مهووس بالحرب” وزيارات واشنطن

سخرت زاخاروفا أيضًا من زيارة زيلينسكي إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أن الرجل يسعى دائمًا إلى “إشعال حرب أكبر” عبر استدرار الدعم الغربي.

وذهبت أبعد من ذلك حين وصفت الزيارة بأنها “رحلة بحث عن مشاهد جديدة لعرض قديم”، مضيفة أن الرئيس الأوكراني يتصرّف كممثل يبحث عن تسليط الضوء بدلاً من حلّ الأزمة.

هذا الخطاب لعب دورًا بارزًا في سردية موسكو بأن كييف تتبنى خيار الحرب لا السلام.


أغنية ساخرة ورسالة مُبطّنة

في تصريح غير تقليدي، اقتبست زاخاروفا أغنية روسية كلاسيكية وهي تسخر من تأكيد زيلينسكي أن “كل شيء على ما يرام” في بلاده.

الرسالة كانت واضحة: تصوير كلماته كأنها محاولة لتجميل واقع مأزوم.

اختارت زاخاروفا الأدب والموسيقى لتوجيه نقد سياسي، ما أضفى على السخرية طابعًا ثقافيًا يضاعف أثرها.


“المدمن التابع للغرب”

ضمن السخرية الأكثر حدّة، وصفت زاخاروفا زيلينسكي بأنه “مدمن تابع للغرب” وأنه فقد القدرة على اتخاذ قرار مستقل.

وبحسب طرحها، فإن الرجل لا يقود أوكرانيا بل يُقاد، ويتبنى خطابًا مُعدًا مسبقًا في العواصم الغربية.

ويُعد هذا من أقوى الاتهامات التي استخدمتها في إطار التقليل من شرعية ميول كييف السياسية.


معركة إعلامية لا تقل ضراوة عن الميدان

تظهر مواقف زاخاروفا أن الحرب الروسية الأوكرانية لا تُخاض بالسلاح فقط، بل باللغة الساخرة والدعاية الذكية.

أسلوبها ليس مجرد هجوم سياسي، بل أداء إعلامي يُصنع بعناية لخلق صورة محددة لزيلينسكي لدى الجمهور الروسي والدولي.

وبينما تواصل كييف تقديم روايتها عبر المنابر الغربية، يبدو أن زاخاروفا اختارت طريقًا آخر: تحويل السياسة إلى “كوميديا مُرة” تُقال بنبرة واثقة وابتسامة لا تخلو من الرسائل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق