شهد العالم صباح الثلاثاء ارتباكًا رقميًا واسع النطاق بعدما تعرض جزء كبير من الإنترنت لعطل مفاجئ في كلاود فلير أدى إلى توقف أو اضطراب خدمات كبرى مثل ChatGPT وClaude وSpotify ومنصة X، وهو ما أثار تساؤلات الملايين حول السبب الحقيقي لهذا الانقطاع غير المسبوق.
وفي وقت قصير، أعلنت شركة كلاود فلير-إحدى أهم ركائز البنية التحتية للإنترنت عالميًا-أن المشكلة باتت تحت السيطرة، مع تقديم توضيحات تقنية تكشف ما حدث خلف الكواليس.
خلل فني خفي يضرب البنية التحتية للإنترنت
أوضحت كلاود فلير عبر صفحة الحالة الرسمية أنها حدّدت مصدر المشكلة حوالي الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مؤكدة أنها تعمل على تطبيق إصلاح عاجل.
وبعد أقل من ساعتين، أعلنت الشركة أن الإصلاح تم تطبيقه بالفعل وأن الخدمات بدأت في العودة تدريجيًا إلى طبيعتها، مع استمرار مراقبة الأنظمة للتأكد من استقرارها بشكل كامل، خصوصًا مع الحجم الهائل من العمليات التي تمر عبر شبكتها حول العالم.
تفسير الشركة: التغيير الروتيني الذي كشف "الخلل الكامن"
في منشور اعتذاري على منصة X، كشف دان كنيتشت، كبير مسؤولي التكنولوجيا في كلاود فلير، تفاصيل غير متوقعة حول سبب العطل.
وأشار إلى أن المشكلة لم تكن ناجمة عن هجوم إلكتروني أو عملية اختراق، بل كانت نتيجة خلل فني خفي ظل كامنًا داخل إحدى الخدمات المسؤولة عن حماية الشبكة من نشاط البوتات.
هذا الخلل انفجر بعد تغيير روتيني في التكوين نفّذته الشركة، ما أدى إلى تدهور الأداء على نطاق واسع داخل الشبكة الرئيسية والخدمات المساندة.
وأكد كنيتشت أن هذا الخلل لم يظهر خلال الاختبارات الداخلية ولم يسبب أي عطل سابق، مما جعله أكثر خطورة عند تفعيله بشكل غير مقصود.
وأضاف قائلًا: "لقد خذلنا عملاءنا وشبكة الإنترنت ككل، وندرك حجم المعاناة التي تسببنا بها هذا الصباح"، مشيرًا إلى أن فريق الشركة يعمل بالفعل على اتخاذ تدابير صارمة لضمان عدم تكرار هذا السيناريو.
تأثيرات العطل ومحاولات إعادة التشغيل الكامل
بعد إعلان استعادة الشبكة، ذكرت كلاود فلير أن بعض المستخدمين لا يزالون يواجهون صعوبات في تسجيل الدخول إلى لوحة التحكم أو الوصول إلى بعض الأدوات.
وأوضحت أن الفرق التقنية تواصل العمل على معالجة المشكلة، ومراقبة أي آثار جانبية محتملة قد تستمر بعد العطل الرئيسي.
ووعدت الشركة بنشر تحليل فني مفصّل خلال ساعات لتوضيح كل ما حدث، في خطوة تهدف لتعزيز الشفافية وإعادة الثقة لدى الشركات والمؤسسات التي تعتمد بشكل كامل على خدماتها.










0 تعليق