في ظل الظروف اليومية التي يعاني فيها البعض من النوم المبكر، قد يواجهون صعوبة في أداء صلاة العشاء في وقتها المعتاد.
وقد وردت استفسارات من أشخاص ينامون مبكرًا ويستيقظون قبل الفجر بساعات قليلة، ويتساءلون عن جواز أداء صلاة العشاء قبل الفجر.
في هذا السياق، أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا حكم أداء العشاء في هذا الوقت.
السنة في وقت صلاة العشاء
أكد الشيخ عويضة عثمان في تصريحاته خلال برنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس، أن وقت صلاة العشاء يحدده السنة النبوية الشريفة بحيث لا يتجاوز الثلث الأول من الليل.
وشرح أن الليل يبدأ من وقت غروب الشمس (المغرب) حتى الفجر، ويتم تقسيم هذا الوقت إلى ثلاثة أجزاء.
الثلث الأول من الليل هو الوقت المفضل لأداء صلاة العشاء، وقد اعتبره الرسول صلى الله عليه وسلم الوقت الأمثل لأداء هذه الصلاة.
تأخير العشاء إلى ما قبل الفجر: هل يجوز؟
وأوضح أمين الفتوى أنه على الرغم من أن تأخير العشاء إلى ما قبل الفجر ليس من السنة، إلا أن هذا قد يُسمح به في حالات الضرورة القصوى فقط.
من هذه الحالات، إذا كان الشخص يتناول علاجًا يجعله ينام بشكل مفاجئ ولا يستيقظ إلا قبل الفجر، أو إذا كان الشخص مريضًا أو مُغمى عليه، أو في حال السفر أو الظروف القهرية التي تمنع من أداء الصلاة في وقتها المحدد.
النوم المبكر وتعلقه بتأخير الصلاة
نبه الشيخ عويضة عثمان إلى أن نوم الشخص المبكر ليس مبررًا كافيًا لتأخير صلاة العشاء بشكل متكرر إلى ما قبل الفجر.
فقد اعتبر أن اتخاذ النوم المبكر كذريعة لتأخير الصلاة ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي للمسلم أن يعتاد على ذلك، حتى وإن كان يستيقظ قبل الفجر بساعة.
النصيحة: الالتزام بالسنة
في ختام حديثه، نصح الشيخ عويضة عثمان الجميع بالحرص على أداء صلاة العشاء في وقتها المحدد، أي في الثلث الأول من الليل، وعدم تأخيرها إلا في حالات الضرورة.
وقال: "إذا استطعتِ ألا تؤخري صلاة العشاء، فهذه هي السنة." بذلك، يؤكد على أهمية الالتزام بأوقات الصلاة كما وردت في السنة النبوية الشريفة.
من المهم على المسلمين أن يتفهموا أوقات الصلاة الصحيحة وأن يحاولوا الالتزام بها بقدر الإمكان. في حال كانت هناك ظروف قهرية تمنع ذلك، فالشريعة قد مررت بتسهيلات تسمح بالصلاة في وقت متأخر، ولكن لا ينبغي أن يصبح ذلك عادة أو نمط حياة.

















0 تعليق