بعد تسجيله مكاسب هامشية خلال الأسبوع الثاني من الشهر الجاري على خلفية التوترات الجيوسياسية، عاد النفط هذا الأسبوع ليسجل أداء ضعيفا مرة أخرى؛ نظرًا لتعرضه لضغوط متعلقة بتخمة الإمدادات، وهي المخاوف التي أكدتها معظم التوقعات الأخيرة. بيد أنه على جانب الطلب، برزت مؤشرات إيجابية مع توقع المحللين استمرار نمو استهلاك الوقود الأحفوري لعقود مقبلة.
وذكر تقرير صادر عن وحدة البحوث والاستراتيجيات في مجموعة "كامكو للاستثمار" الكويتية، اليوم، أن تراجع أسعار النفط يعكس استئناف الصادرات من أحد الموانئ الروسية التي تعرضت لهجوم الأسبوع الماضي، في حين شكلت زيادة مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأمريكية عامل ضغط إضافي على أسعار النفط الخام.
وأشار التقرير إلى أنه على الصعيد الجيوسياسي، تدرس الولايات المتحدة الأمريكية حاليا مشروع قانون جرى طرحه أمام مجلس الشيوخ لفرض عقوبات على الدول التي تتعامل تجاريا مع روسيا، بما يتيح لواشنطن فرض رسوم جمركية على واردات تلك الدول، في خطوة تستهدف بالأساس دولا مثل الصين والهند.
ورأى التقرير أنه على الرغم من العقوبات المشار إليها، من المتوقع أن تتفاقم تخمة الإمدادات النفطية خلال العامين الحالي والمقبل، فيما يُعزى ذلك بصفة رئيسية إلى تراجع قيود الإنتاج ضمن مجموعة أوبك وحلفائها، إلى جانب وصول إنتاج النفط الأمريكي إلى مستويات قياسية. وقد أبرزت وكالة الطاقة الدولية ذلك في تقريرها الشهري الأخير،إذ رفعت توقعاتها لإمدادات النفط مقابل تحسن هامشي فقط في توقعات الطلب.
وأضاف أن مجموعة أوبك وحلفائها كانت قد أقرت في وقت سابق من هذا الشهر زيادة محدودة في الإنتاج بواقع 137 ألف برميل يوميا لشهر ديسمبر 2025، لكنها أشارت إلى توقف أي زيادات إضافية خلال الربع الأول من العام المقبل. وفي الولايات المتحدة، وصل إنتاج النفط الخام إلى مستوى قياسي بلغ 13.9 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 7 نوفمبر الجاري.
وكشفت البيانات الصادرة عن وكالة "بلومبرج" عن تجاوز إنتاج أوبك وحلفائها 29 مليون برميل يوميا ليصل إجمالي إنتاج المجموعة إلى 29.07 مليون برميل يوميا في أكتوبر 2025، بزيادة هامشية قدرها 50 ألف برميل يوميا مقارنة بالشهر السابق عليه.
وأوضح التقرير أن هذه الزيادة الصغيرة جاءت نتيجة ارتفاع الإنتاج في العراق والإمارات والسعودية والكويت، وهو ارتفاع قابله تقريبا انخفاض مماثل في إنتاج ليبيا ونيجيريا وفنزويلا. واستنادا لبيانات شهر أكتوبر 2025، بلغت الطاقة الإنتاجية الفائضة لمنتجي أوبك نحو 4.62 ملايين برميل يوميا، أو ما يمثل 13.7% من إجمالي الطاقة الإنتاجية، وفقا لتقديرات وكالة بلومبرج.
كما رفعت الحكومة الأمريكية القيود المفروضة على التنقيب عن النفط في مناطق من القطب الشمالي تحتوي على نحو 8.7 مليار برميل من النفط الخام، وفقا لتقرير لوكالة "بلومبرج".
وفي أحدث تقاريرها الصادرة باسم توقعات الطاقة على المدى القصير، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها للإنتاج العالمي من النفط الخام والسوائل النفطية بمقدار 100 ألف برميل يوميا ليصل إلى 106 ملايين برميل يوميا في عام 2025.
وتوقعت ارتفاع المخزونات العالمية بشكل مستمر خلال العام المقبل مع زيادة الإنتاج بوتيرة أسرع من نمو الطلب على الوقود النفطي. ورجحت أن ترتفع المخزونات العالمية من النفط الخام إلى 2.93 مليار برميل في الربع الرابع من العام الجاري 2025، وأن تصل إلى 3.18 مليار برميل بحلول الربع الرابع من العام المقبل 2026.
وأشارت إلى أن إنتاج النفط الأمريكي من المنتظر أن يسجل رقما قياسيا أعلى هذا العام مقارنة بتقديراتها السابقة، وذلك على الرغم من التخمة المتوقعة في الإمدادات العالمية، موضحة أن متوسط الإنتاج الأمريكي سيبلغ 13.59 مليون برميل يوميا هذا العام، مقابل 13.53 مليون برميل يوميًا وفقا لتوقعاتها السابقة.
وجاءت هذه الزيادة التي طرأت على التوقعات متوافقة مع بيانات الإنتاج الأسبوعية الصادرة عن وزارة الطاقة الأمريكية، والتي أظهرت وصول الإنتاج إلى مستوى قياسي جديد بلغ 13.9 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 7 نوفمبر 2025.















0 تعليق