الأهلى والزمالك ووداع الكونت دى صبرى

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الثلاثاء 18/نوفمبر/2025 - 05:23 م 11/18/2025 5:23:01 PM

انتقل إلى جوار ربه فى ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة الفائت الكابتن محمد صبرى، نجم الكرة السابق بنادى الزمالك ومنتخب مصر فى التسعينيات من القرن العشرين «توفى عن 51 عامًا»، حدث كل شىء فجأة فكان صادمًا تمامًا للوسط الرياضى عمومًا وللنادى الأبيض على وجه الخصوص. توفرت معلومات سريعة أفادت بأن صبرى كان يقود سيارته فى طريق جانبى بالتجمع الخامس قاصدًا بيته، وكانت الساعة وقتها حوالى الواحدة صباحًا، وفى الطريق شعر بوخز فى صدره، أو شىء مزعج لم يستطع تحديده بدقة، هاتف زوجته سائلًا إياها أن تأتى لأخذه إلى المستشفى، محددًا لها موقعه، وبعد قليل هاتفها ثانية وأخبرها أنه صار أفصل وعليه سيعود إلى البيت بمفرده.. انقطع الاتصال بينهما، وما جرى بعد ذلك غالبًا أنه غاب عن وعيه، وربما غاب غيبته الكبرى، ففقد السيطرة على عجلة القيادة، واصطدمت السيارة بمبنى تحت الإنشاء، وما لبث النعى الحزين أن حصل وانتشر.
فاجعة أعادت جمع الأهلى والزمالك بعد أن توترت الأجواء بينهما توترًا ملحوظًا، ما أكثر وقوعه للأسف، مع تخطى لاعب الأهلى المرموق أحمد مصطفى زيزو، نائب رئيس الزمالك السيد هشام نصر، دون مصافحة، فى لحظة تسليم ميداليات مباراة الفريقين عقب نهائى كأس السوبر المصرى على ملعب محمد بن زايد فى إمارة أبى ظبى «الأهلى حاز البطولة والزمالك كان الوصيف»، ما أحدث شرخًا جديدًا فى علاقتهما التاريخية. توافد نجوم الفريقين على المستشفى الذى جرى نقل اللاعب إليه، وفى المقدمة منهم أصدقاء عمره فى ناديه أسامه نبيه ومعتمد جمال ومدحت عبدالهادى، ثم الجمع الغفير المتنوع بعد ذلك فى صلاة الجنازة وطقوس الدفن «أصر نجما الزمالك السابقان إسماعيل يوسف وعبدالحليم على دفنه بأنفسهما ومعهما نجم الأهلى السابق هشام حنفى» ثم كان العزاء الذى احتشدت لأجله نخبة الرياضة والإعلام بأجمعها، وقبلها عموم الناس.
حصد صبرى مع الزمالك 15 بطولة بين عامى «1993» و«2003» قبل أن يختتم مشواره فى نادى الاتحاد السكندرى، مارا بناديى الكاظمة الكويتى «إعارة» ورأس الخيمة الإماراتى «احتراف».. لقبه جمهور الزمالك بالمدفعجى «قذائفه القوية، بالقدم اليسرى، كانت فارقة باستمرار»  وكذلك لقبه بالكونت «لقب مستورد من الغرب معناه النبيل، ويعكس شرفه العالى فى عيون معجبيه ومحبيه»، ولقد كان أبرز ما وصفه به من بكوه أنه كان شخصية نظيفة الدواخل بكل معنى الكلمة، ولا ريب فى أن نظافة قلب الإنسان معنى جامع لكل الصفات التى تنأى بصاحبها عن الشر والسوء والتهافت على المصلحة.
عمل صبرى، بعد اعتزاله اللعب، فى مجال التدريب ثم التحليل الفنى للمباريات، وانتهى به المطاف إلى الإعلام الرياضى من خلال قناة ناديه الزمالك الذى عاش عمره الأغلى بين جنباته الفسيحة، وقد كان انتماؤه النزيه الناصع إلى ناديه العظيم، وكان إخلاصه وبساطته وتفانيه، مع استيقاظ ضميره مهما كانت الضغوط تثقله، قيمًا سامية رافقته فى أعماله الأثيرة؛ ومن ثم حقق نجاحًا شخصيًا قنع به، وإن كان لم ينل حقه، فى كل فتراته، ولم يسع إلى تمجيد نفسه!
تعهد نادى الزمالك، فى بيان مقتضب تلا الوفاة مباشرة، بتكريم لاعبه الكبير الراحل ورعاية أسرته الصغيرة، لم يحمل البيان تفاصيل، لكنه كان حميمًا ووفيًا. 
الكابتن الجميل محمد أبوالعلا، نجم الزمالك السابق وشريك برنامج صبرى «زملكاوى»، خصص له حلقات من البرنامج، هاتف خلالها أبناءه آدم وآسر واطمأن من خلالهما على شقيقهما الأصغر على وأمهما السيدة المكلومة الصابرة «أعنى زوجته الثانية أم أولاده الذكور، أكبرهم 15 عامًا، وأما زوجته الأولى فله منها ابنتان ناضجتان»، واستضاف الإعلامى اللامع إبراهيم فايق، فى برنامجه الذائع «قهوة فايق» على قناة إم بى سى مصر2، نخبة من نجوم الأهلى والزمالك للحديث عن مشوار الراحل العزيز، والتذكير بمآثره، وقد احتفت بسيرته ومسيرته برامج كثيرة فى الفضائيات، وقنوات لا تعد على يوتيوب، وصحف ومجلات متخصصة وغير متخصصة، ومواقع إلكترونية جمة، ومعظم صفحات السوشيال ميديا. 
لقد تلاصقت أكتاف المتنافسين بمدى الوداع الحار المهيب، وليت أبناء الأهلى وأبناء الزمالك، وجماهيرهما فى المقدمة، ينطلقان إلى المعاملة القويمة من نقطة وفاة صبرى الفجائية التى نزلت على الرياضيين بالأخص كالصاعقة؛ فيجعلان هذه الوفاة الزلزالية مغلاقًا لكل المعارك البائسة المتجددة والخلافات التى لا تتأسس على منطق سليم، ويبدآن صفحة هى الأشد نقاء فى علاقتهما الإدارية والفنية ببعضهما، النقاء الذى يعنى نقاء الكرة المصرية جميعًا من جميع شوائبها المعيبة، وداعًا محمد صبرى المتميز الرائع «بلبيس شرقية- أبريل 1974/ التجمع القاهرة- نوفمبر 2025». السلام والرحمة لروحك المحبة المرحة الطيبة.

ads
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق