قال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان، د.جبريل إبراهيم إن القوات المسلحة السودانية والقوات المتحالفة معها تواصل التقدم بثبات في محور كردفان، مؤكداً أن العمليات العسكرية تحقق تقدماً على الأرض في مواجهة ميليشيا الدعم السريع التي تخوض مع الجيش معارك ممتدة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام ونصف.
وأكد وزير المالية السوداني أن القوات المسلحة وقوات التحالف تتقدم بخطوات ثابتة في محور كردفان، مشيراً إلى تمكنها من دحر عناصر ميليشيا الدعم السريع في عدد من المواقع ذات الأهمية الميدانية.
وبعث الوزير من خلال تصريحاته على "فيسبوك" برسائل طمأنة للشارع السوداني وتأكيداً على استمرار العمليات العسكرية حتى استعادة السيطرة الكاملة على الإقليم ومحيطه الحيوي.
معارك متواصلة في ولاية كردفان
ويُعتبر محور كردفان واحداً من أهم ميادين الصراع، إذ يشكّل نقطة استراتيجية تربط الخرطوم بولايات دارفور وتؤثر مباشرة على طرق الإمداد العسكري والتحركات اللوجستية.
تقدّم الجيش بحسب البيان الحكومي يُعد مؤشراً على تراجع نفوذ وتمركز ميليشيا الدعم السريع في المنطقة، خاصة بعد محاولات الميليشيا توسيع انتشارها عبر تكتيكات تقوم على القصف العشوائي، التجنيد القسري، وفرض السيطرة على المناطق السكانية والطرق التجارية.
وحسب وكالة رويترز جاءت تصريحات جبريل إبراهيم لم تقتصر على التأكيد الميداني، بل حملت رسائل معنوية وسياسية داخلية، خصوصاً في ظل رغبة مؤسسات الدولة والقوى المتحالفة معها في إبراز صمود القوات المسلحة باعتبارها المؤسسة الوطنية الشرعية الوحيدة المخولة بحماية البلاد، مقابل ما تصفه الحكومة بأنه "تمرد مسلح خارج عن القانون" تمارسه ميليشيا الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.
وتأتي هذه الرسالة في سياق توثيق الانتهاكات الواسعة التي تتهم بها الميليشيا، من بينها القتل الممنهج، التطهير العرقي، النهب، الاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير البنية المجتمعية في عدد من المدن والقرى.
ورغم الإعلان الحكومي عن التقدم العسكري، ما تزال الأوضاع الإنسانية في كردفان بالغة التعقيد، إذ تواجه القرى والبلدات المتأثرة بالحرب نزوحاً قسرياً واسعاً نتيجة اشتداد العمليات القتالية، إلى جانب نقص حاد في الاحتياجات الأساسية كالدواء، الغذاء، مياه الشرب والخدمات الصحية.
ويرى مراقبون أن تحرير كردفان بالكامل من ميليشيا الدعم السريع سيُشكّل نقطة تحول مهمة في ميزان الصراع، خاصة مع الحديث عن استراتيجية عسكرية تهدف إلى عزل الميليشيا عن خطوط الإمداد القادمة من غرب السودان.
ويبدو أن المعركة في كردفان ليست مجرد مناورة ميدانية وإنما جزء من معركة أوسع تهدف إلى إنهاء الوجود الميداني لميليشيا الدعم السريع وإعادة فرض سلطة الدولة على كامل الأراضي السودانية.
بينما تؤكد الحكومة استمرار العمليات حتى تحقيق الاستقرار، يبقى الحسم مرتبطاً بقدرة القوات المسلحة على استثمار التقدم الحالي وتحويله إلى سيطرة ثابتة وشاملة على الأرض، بما يضمن حماية المدنيين ومنع تجدد توسع الميليشيا والانتهاكات المصاحبة لها.













0 تعليق