كشف استطلاع حديث لمؤسسة جالوب أن واحدًا من كل خمسة أمريكيين يرغب بمغادرة الولايات المتحدة، فيما تتصدر الشابات هذا التوجه بشكل واضح.

وأظهرت النتائج أن 40% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و44 عامًا يفكرن بالاستقرار في الخارج نهائيًا إن سنحت لهن الفرصة، وهو رقم يزيد بأربعة أضعاف عما كان عليه قبل عشر سنوات.

الرغبة بالهجرة تتجاوز الانتماءات السياسية

وأشار استطلاع جالوب إلى أن الرغبة بالرحيل بدأت في الارتفاع منذ عام 2016، خلال آخر سنة من ولاية باراك أوباما، حين تم تحديد مرشحي الحزبين للرئاسة قبل فوز دونالد ترامب.

ورغم تغير الرؤساء، استمرت النسبة بالارتفاع حتى بعد تولي جو بايدن، لتصل إلى 44% بين من شملهم الاستطلاع في السنوات الأخيرة، ويرى الخبراء أن الأحداث السياسية، ومنها إلغاء المحكمة العليا حكم "رو ضد وايد" وإعادة حظر الإجهاض، لعبت دورًا في تعزيز هذا الاتجاه.

وجهات مفضلة للشابات الأمريكيات

تظل كندا الخيار الأول بين النساء اللواتي يخططن للهجرة، إذ أشار 11% إلى أنها الوجهة المثالية، تليها نيوزيلندا وإيطاليا واليابان بنسبة 5% لكل منها.

هذه النتائج تعكس استمرار الاتجاه نفسه منذ سنوات، حيث تبحث الشابات عن بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا.

فجوة واضحة بين النساء والرجال

أظهر استطلاع جالوب وجود فجوة كبيرة بين الشابات والشبان في الرغبة بالهجرة، حيث أفادت 40% من النساء بعكس 19% فقط من الرجال، أي بفارق يصل إلى 21 نقطة مئوية، وهو الأعلى المسجل على مستوى الولايات المتحدة.

وتشير البيانات إلى أن هذه الرغبة تتراجع نسبيًا لدى البالغين فوق سن الخامسة والأربعين.

المعنى وراء الأرقام

ينبه خبراء جالوب إلى أن هذه النتائج تعكس الطموحات والرغبات أكثر من النوايا التنفيذية، إذ ليس كل من يفكر بالهجرة سينفذها بالضرورة.

ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن ملايين الشابات الأمريكيات يتخيلن مستقبلهن بعيدًا عن وطنهن، في ظل بيئة سياسية واجتماعية متقلبة.

تأثير المواقف السياسية والعمر
رصدت المؤسسة أن الرغبة في مغادرة الولايات المتحدة لا تتأثر بالعمر والجنس فحسب، بل أيضًا بالمواقف السياسية، حيث تبلغ نسبة الراغبين بالهجرة 25 نقطة مئوية بين المؤيدين والمعارضين للحكومة الحالية، مما يعكس شعورًا عامًا بالبحث عن فرص أفضل ومستقبل أكثر أمانًا خارج البلاد.