حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن الإدارة الأمريكية على وشك اعتماد نهج أكثر صرامة تجاه الدول التي تربطها علاقات تجارية مع روسيا، مؤكدا أن مشروع القانون الجديد المتعلق بالعقوبات سيحمل طابعا أشد من كل ما سبق.
وجاءت تصريحات ترامب في سياق رده على الصحفيين، حيث أوضح أن الكونجرس يعمل على إعداد مشروع قانون يفرض عقوبات قاسية على أي دولة تستمر في التعامل التجاري مع روسيا، في إطار سعي واشنطن إلى زيادة الضغط السياسي والاقتصادي عليها بعد التطورات الأخيرة في العلاقات الدولية وتصاعد التوتر بين الجانبين.
وتزامنت هذه التصريحات مع إعلان زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ جون ثون أن الحزب الجمهوري مستعد لدعم مشروع القانون، وهو ما يعكس توافقا داخل المؤسسة التشريعية بشأن ضرورة تشديد العقوبات على روسيا. ويأتي ذلك بالتوازي مع الخطوات التي اتخذتها وزارة الخزانة الأمريكية في 22 أكتوبر، حيث فرضت عقوبات واسعة على شركات روسية كبرى مثل “روسنفت” و”لوك أويل” والشركات التابعة لهما، ممن تمتلك فيها الحكومة الروسية حصة تزيد عن 50%.
وفي المقابل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الإجراءات الأمريكية الجديدة لن تُحدث تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الروسي، مشيرا إلى أن هذه العقوبات قد تلحق ضررا أكبر بالاقتصاد العالمي، وخاصة سوق الطاقة. وأوضح بوتين أن أسعار النفط ومشتقاته قد تشهد ارتفاعا حادا، بما في ذلك في محطات الوقود داخل الولايات المتحدة نفسها، وهو ما قد يدفع المستهلك الأمريكي إلى مواجهة أعباء إضافية. كما اعتبر أن هذه السياسة لا تخدم العلاقات بين موسكو وواشنطن، خاصة وأن العلاقات الثنائية بدأت بالكاد تتجه نحو التحسن قبل العودة إلى مسار التوتر.
وتؤكد موسكو من جانبها أنها قادرة على مواجهة الضغوط المستمرة، وأن الغرب لم ينجح في تحقيق أهدافه من خلال العقوبات التي فرضها منذ سنوات. وأشارت السلطات الروسية إلى أن العديد من الأصوات في الدول الغربية بدأت تعترف بأن العقوبات المفروضة على روسيا غير فعالة، وأنها فشلت في تغيير سياستها أو التأثير على مسارها الاستراتيجي. كما شدد بوتين على أن سياسة احتواء وإضعاف روسيا التي ينتهجها الغرب أصبحت جزءا من استراتيجية ممتدة تهدف إلى إفقار الشعوب وإضعاف الاقتصادات، مؤكدا أن هذه العقوبات تسببت في موجات اضطراب واسعة للاقتصاد العالمي بأكمله.
وفي ظل هذه التصريحات المتبادلة، يظهر أن المواجهة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وروسيا مرشحة للتصاعد، خصوصا مع تأكيد ترامب أن إدارته لن تتردد في فرض عقوبات “شديدة للغاية” على أي دولة تختار الإبقاء على علاقاتها التجارية مع موسكو.
0 تعليق