أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن المنشآت النووية داخل البلاد تعرضت لأضرار وُصفت بالكبيرة خلال الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع حيوية مرتبطة بالبرنامج النووي، إلا أن هذا الحجم من الأضرار، وفق ما تؤكد طهران، لم ينجح في التأثير على جوهر البرنامج النووي ولا على مسار تقدمه، في رسالة مباشرة إلى القوى الإقليمية والدولية مفادها أن القدرات الاستراتيجية الإيرانية ما تزال قائمة دون المساس بالبنية الأساسية التي يقوم عليها المشروع النووي، وأن أي محاولات لعرقلة هذا البرنامج لم تُحقق هدفها حتى الآن.
فرق فنية تعمل بلا توقف لإعادة تأهيل المنشآت
توضح المصادر الرسمية في الخارجية الإيرانية أن الفرق الفنية والهندسية المتخصصة انتقلت فورًا إلى المواقع التي تعرضت للضربات، وبدأت عمليات تقييم الأضرار وإعادة صيانة وإحياء الأنظمة المتضررة، مؤكدة أن العمل يجري على مدار الساعة بهدف إعادة تشغيل المنشآت بأقصى سرعة ممكنة، وأن الإجراءات المتخذة تستند إلى خطط طوارئ جاهزة مسبقًا لمثل هذا النوع من الهجمات، بما يعكس استعدادات تقنية عالية وقدرة على امتصاص الصدمات دون إبطاء مسار البرنامج النووي.
بنية تحتية لم تُمس وقدرات استراتيجية ثابتة
وشددت الخارجية الإيرانية على أن البنية التقنية العميقة للمشروع النووي لم تتعرض لأي ضرر حقيقي، وأن ما أصيب هو أجزاء تشغيلية ثانوية يمكن إصلاحها، فيما بقيت أجهزة الطرد المركزي ومنظومات التحكم والاستشعار الأساسية في مأمن من الخطر، مؤكدة أن ما تمتلكه إيران من خبرات بشرية وتقنيات متقدمة يسمح لها بتجاوز أي تعطيل سريعًا، بل ويضيف إلى قدرتها على تطوير أساليب حماية أكثر تطورًا في المستقبل.
رسالة سياسية في ظل تصاعد التوتر الإقليمي
تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه مستويات التوتر في المنطقة، وسط متابعة دولية دقيقة لأي تغير محتمل في وضع البرنامج النووي الإيراني، حيث تحاول طهران، من خلال تصريحاتها وإصرارها على أن البرنامج “سليم تمامًا”، أن تبعث برسالة واضحة إلى خصومها بأن الهجمات، مهما كانت قوية أو متكررة، لن تُغير من حساباتها الاستراتيجية، ولن تدفعها إلى تعديل مسارها النووي الذي تعتبره أحد أهم عناصر قوتها السياسية والعسكرية في المنطقة.
هذه الرسالة تعكس، بحسب مراقبين، رغبة إيران في تعزيز موقعها التفاوضي أمام المجتمع الدولي، والتأكيد على أن الضغوط العسكرية والأمنية لن تكون وسيلة فعالة لإيقاف برنامجها أو الحد من طموحاتها النووية.















0 تعليق