أكد وزير الجيش الأمريكي دانييل دريسكول أن الولايات المتحدة عازمة على تحقيق قفزة نوعية في إنتاج الدرونات خلال فترة قصيرة، مشيرًا إلى أن واشنطن تستهدف ليس فقط اللحاق بالصين، بل التفوق عليها في هذا القطاع الحيوي. وجاءت تصريحات الوزير خلال مقابلة مع شبكة "CBS"، حيث طُلب منه التعليق على خطط البنتاغون لشراء ما يقرب من مليون طائرة مسيّرة خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، إلى جانب موقع الولايات المتحدة في المنافسة المتصاعدة مع الصين في مجال إنتاج الدرونات.
وأكد دريسكول أن النهج الأمريكي السابق لم يعد صالحًا، وأن الوقت حان لإعادة بناء القدرة التصنيعية الوطنية بشكل أعمق وأكثر شمولًا.
وأوضح الوزير أن الولايات المتحدة اعتمدت طوال العقود الماضية على الشركات الخاصة والمجمعات الصناعية العسكرية لإنتاج الأسلحة المتطورة، وهو ما أدى إلى فجوة كبيرة مقارنة بالدول التي تعتمد على التصنيع الواسع والمباشر مثل الصين. وأشار إلى أن أوكرانيا التي تخوض حربًا مستمرة تنتج ما يقرب من أربعة ملايين طائرة مسيّرة سنويًا، بينما تتراوح قدرة الصين على إنتاج الدرونات بين 12 و14 مليون طائرة سنويًا، وهو فارق يؤكد حجم التحدي الذي تواجهه واشنطن في تأمين احتياجاتها الدفاعية.
وشدد دريسكول على أن المرحلة المقبلة ستعتمد على نموذج جديد يقوم على مشاركة أعمق بين الحكومة والقطاع الخاص، حيث سيبدأ الجيش الأمريكي بإنتاج مكونات الطائرات داخل مؤسساته، بينما تتولى الشركات الخاصة تطوير عمليات إنتاج الدرونات كاملة.
وأكد أن هذا النهج سيقود إلى مضاعفة القدرة التصنيعية بشكل سريع، بما يسمح للولايات المتحدة بتحقيق هدفها الاستراتيجي في التفوق على الصين خلال وقت قصير، قائلًا إن "اللحاق بالصين والتفوق عليها سيكون أسرع مما يتوقعه الكثيرون".
وجاءت هذه التصريحات في سياق اهتمام واضح من الإدارة الأمريكية الحالية بتطوير قطاع إنتاج الدرونات. ففي يونيو الماضي، وقع الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يوجّه إدارة الطيران الفيدرالية بالإسراع في تطوير واختبار التقنيات الأمريكية لتعزيز إنتاج الدرونات وزيادة تصديرها، إلى جانب دعم الدفاعات المضادة للطائرات المسيّرة. كما كشفت قناة فوكس نيوز في يوليو أن وزير الحرب بيت هيجسيث أصدر تعليمات مباشرة بتسريع إنتاج ونشر الطائرات المسيّرة، وأن هذا التوجه يستهدف التفوق على روسيا والصين في هذا الميدان الذي أصبح محوريًا في النزاعات الحديثة.
ويبدو أن سباق إنتاج الدرونات سيستمر بالتصاعد، وأن الولايات المتحدة تستعد لمرحلة قد تتغير فيها موازين القوة العسكرية المبنية على التكنولوجيا، مع اعتمادها على نموذج جديد يجمع بين التصنيع الوطني والدعم الصناعي الخاص، في محاولة لاستعادة الريادة في قطاع الطائرات غير المأهولة. وقد تحوّل إنتاج الدرونات إلى ملف إستراتيجي، ليس فقط لتعزيز القدرات الدفاعية، بل لفرض موقع دولي متقدم في التكنولوجيا العسكرية، مما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد الفارق بين القوى العالمية الكبرى.











0 تعليق