قال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، بأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا غير مرجح قبل الربيع، وأن الحلفاء الأوروبيين بحاجة إلى مواصلة دعمهم رغم فضيحة الفساد التي عصفت بكييف.
وأضاف في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس" السبت في قاعدة عسكرية شمال العاصمة هلسنكي، حيث شاهد متطوعين فنلنديين يشاركون في تدريب دفاعي أن أوروبا تحتاج إلى ما يسميه الفنلنديون "سيسو – sisu"، وهي كلمة تشير إلى الصمود والمرونة والتحمّل في مواجهة الضغوط الروسية المتزايدة، سواء عبر الهجمات الهجينة أو الحملات الإعلامية.
علاقة معقدة بين ترامب وزيلينسكي… وستاب يلعب دور الوسيط
وأضافت " أسوشيتد برس" أن "ستاب" يلعب دورًا محوريًا كأحد أبرز المحاورين الأوروبيين بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مستفيدًا من علاقته الوثيقة بترامب، والتي تعود إلى سنوات ولقاءات عديدة على ملاعب الجولف.
وأشار في تصريحاته إلى أنه يشرح لترامب تعقيدات الوضع الميداني، وكيف تعاملت فنلندا تاريخيًا مع روسيا، قائلًا: "إذا قبل الرئيس ترامب فكرة واحدة من أصل عشر، فهذا جيد".
وأوضح أنه رغم فضيحة الفساد التي تضرب كييف، ينبغي لزيلينسكي التعامل معها بسرعة لأنها "تخدم روسيا بشكل مباشر"، داعيًا في الوقت ذاته الأوروبيين إلى زيادة الدعم المالي والعسكري لكييف التي تواجه مكاسب روسية على الجبهات.
لا وقف إطلاق نار هذا العام في أوكرانيا
وأكد ستاب أنه "غير متفائل" بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار أو بدء مفاوضات سلام خلال العام الجاري، مشيرًا إلى أن هناك ثلاث قضايا أساسية تقف في الطريق "ضمانات أمنية لأوكرانيا-إعادة بناء الاقتصاد الأوكراني-التفاهم حول المطالبات الإقليمية".
وأضاف: أن "إحلال السلام يتطلب ضغطًا أكبر من ترامب والقادة الأوروبيين على موسكو"، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستهدف سلب أوكرانيا استقلالها وسيادتها، وهي أهداف لم تتغير منذ اندلاع الحرب.
أصول روسية مجمدة وضغوط عسكرية مقترحة
واقترح الرئيس الفنلندي استخدام مئات المليارات من الدولارات من الأصول الروسية المجمدة في أوروبا كضمانات لتمويل دعم أوكرانيا، بالإضافة إلى زيادة الضغط العسكري على موسكو.
وأشاد بفرض ترامب عقوبات على شركتي "لوك أويل" و"روسنفت"، معتبرًا ذلك "عملًا ممتازًا"، لكنه دعا في المقابل إلى تعزيز قدرات كييف، بما في ذلك إمكانية استهداف الصناعة العسكرية الروسية.
كما لفت إلى استمرار مفاوضات أوكرانيا مع الولايات المتحدة للحصول على قوة نارية أكبر، رغم رفض واشنطن مؤخرًا تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى.
لقاء بوتين الملغى فرصة ضائعة لروسيا
وكشف "ستاب" أن إلغاء البيت الأبيض لقاءً كان مقررًا بين ترامب وبوتين في بودابست الشهر الماضي جاء بعد محادثة بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف، خلص خلالها الجانب الأمريكي إلى أن "روسيا لم تبد أي تقدم"، معتبرًا ذلك "خطأ استراتيجيًا" من موسكو.
وحذر "ستاب" من أن روسيا لا تشن حربًا تقليدية في أوكرانيا فقط، بل تخوض حربًا هجينة عبر أوروبا، تتضمن "هجمات إلكترونية وتخريبًا واسع النطاق وحرائق متعمدة ودعاية تستهدف إثارة الفوضى".
وقال: إن "الخط الفاصل بين الحرب والسلام بات مطموسًا"، داعيًا الأوروبيين إلى التحلي بـ"السيسو" — أي الهدوء والاتزان والصلابة — في مواجهة هذه التهديدات.
كما أكد أن التعامل مع الحرب الأوكرانية ومع شخصية ترامب السياسية يتطلب صبرًا ومرونة، قبل أن يضيف: "نحتاج إلى سيسو في هذا النوع من المفاوضات أيضًا".














0 تعليق