رفع لبنان مستوى المواجهة الدبلوماسية مع إسرائيل، معلنًا التوجه إلى مجلس الأمن لتقديم شكوى رسمية بشأن ما وصفه بـ"انتهاك صارخ" للسيادة اللبنانية من خلال بناء جدار إسمنتي يتجاوز الخط الأزرق على الحدود الجنوبية.
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، السبت، أن الأعمال الإسرائيلية تمثل خرقًا واضحًا للقرار الدولي 1701، مشيرًا إلى أن الجدار الخرساني يمنع الأهالي من الوصول إلى نحو أربعة آلاف متر مربع من أراضيهم.
تقارير عن جدار يمتد كيلومترين داخل لبنان
وأفادت تقارير صحفية بأن القوات الإسرائيلية بدأت منذ أيام بناء جدار ضخم يمتد لعمق يصل إلى كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية، وتحديدًا خلف الخط الأزرق مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الجدار يرجّح أن يشكّل جزءًا من خمسة "مواقع استراتيجية" تصر إسرائيل على الاحتفاظ بها داخل لبنان بعد وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الارتفاعات الخرسانية تستمر بالتمدد على طول الحدود.
وتُظهر مقاطع مصورة انتشار قوات إسرائيلية تشيد الجدار في مناطق متقدمة داخل الأراضي اللبنانية، قرب أحد المواقع التي بقيت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي منذ انسحابه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024.
توتّر متصاعد وغارات إسرائيلية على الجنوب
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الحدود الجنوبية توترًا متزايدًا، إذ كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرباته الجوية على ما يصفه بأهداف تابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان خلال الأسابيع الماضية، وسط مخاوف من توسع دائرة المواجهة.
بري: لا خلاص إلا بالوحدة الوطنية
وفي السياق السياسي، شدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على ضرورة توحيد الصف اللبناني في مواجهة "العدوان الإسرائيلي". وقال خلال لقائه مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية إن "الأزمة الحالية هي الأخطر في تاريخ لبنان"، مضيفًا: "لا خلاص لنا إلا بالوحدة ثم الوحدة".
وعن احتمال شن إسرائيل عدوانًا جديدًا على لبنان، قال بري: "هل أوقفت إسرائيل عدوانها أصلًا؟ لا أحد يستطيع التنبؤ بنواياها، لكن وحدة الموقف اللبناني هي السلاح الأقوى".
التزام لبناني بالقرار 1701 مقابل خروقات إسرائيلية
وأشار بري إلى أن المقاومة لم تطلق رصاصة واحدة منذ 11 شهرًا في جنوب الليطاني، وأن الجيش اللبناني ينتشر بأكثر من 9 آلاف جندي في المنطقة تنفيذًا للقرار 1701، متسائلًا: "متى التزمت إسرائيل ببند واحد من هذا الاتفاق؟".
رد على اتهامات تهريب السلاح
وحول ادعاءات إعادة بناء "حزب الله" لقدراته، قال بري إن إعادة التنظيم أمر طبيعي لأي حزب سياسي، واصفًا مزاعم تهريب السلاح عبر البحر أو البر أو الجو بأنها "عارية من الصحة تمامًا".
وتحدث بري عن علاقاته الإيجابية مع الدول العربية، خصوصًا المملكة العربية السعودية، قائلًا: "لبنان بلد لكل العرب، ويدُنا ممدودة دائمًا، وعلاقاتي مع المملكة لم تنقطع يومًا".













0 تعليق