منذ عقود، احتلت مصر موقع الوسيط المحوري في القضية الفلسطينية، ليس فقط بحكم الجغرافيا أو التاريخ، بل لثقة الفصائل الفلسطينية في حيادية القاهرة، وحرصها الدائم على وحدة الصف الفلسطيني، وحق الشعب في إقامة دولته المستقلة، واليوم، تتجدد تلك الثقة في ظل تصاعد الأزمات، لتؤكد الفصائل أن مصر تظل الطرف الوحيد القادر على إحداث اختراق حقيقي في مسارات التهدئة والمصالحة.
إصرار الفصائل الفلسطينية على الدور المصري ليس مجرد تقليد دبلوماسي، بل اعتراف عملي بأن القاهرة تظل الملاذ الآمن والأكثر إخلاصًا للقضية، فمصر، بتاريخها وثقلها وعلاقاتها، هي الوسيط الوحيد القادر على جمع الفرقاء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مسار السلام.
تاريخ طويل من الوساطة الفعالة
قادت مصر عشرات الجولات من المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، أبرزها اتفاقات التهدئة في 2012، 2014، و2021، وخلال كل جولة تصعيد، كانت القاهرة أول من يتحرك لتثبيت وقف إطلاق النار وحماية المدنيين.
كما تمتاز مصر بموقف متوازن لا ينحاز لطرف دون آخر، فهي تتعامل مع كافة الفصائل كجزء من النسيج الوطني الفلسطيني، وتتمسك بدعم القضية في إطار الشرعية الدولية دون الدخول في صراعات المصالح أو الاستقطاب السياسي.
علاقات قوية مع جميع الأطراف
تحافظ مصر على علاقات مفتوحة مع كل من فتح، حماس، الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، ما يمنحها قدرة فريدة على إدارة الخلافات الداخلية الفلسطينية، وتهيئة الأرضية اللازمة للحوار والمصالحة.
ورغم التباينات السياسية، لا تختلف الفصائل على الدور المصري، ففي كل مباحثات التهدئة أو إعادة الإعمار، تصر الفصائل على أن تكون مصر هي الجهة الراعية لضمان جدية التنفيذ.
ثقل مصر الإقليمي والدولي
تتمتع القاهرة بعلاقات قوية مع الأطراف الدولية المؤثرة في الملف الفلسطيني، ما يمنح وساطتها مصداقية دولية وقدرة على تحريك الدعم السياسي والإنساني في الأوقات الحرجة.
معبر رفح.. بوابة الدعم والإنقاذ
التحكم المصري في معبر رفح يضيف ثقلًا للدور السياسي، حيث لم تتوقف القاهرة عن تسهيل إدخال المساعدات ونقل الجرحى، مما يعزز صورتها كوسيط إنساني وسياسي لا غنى عنه.

















0 تعليق