قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، إن ما يحدث في السودان ليس فاجعة مفاجئة، بل هو نتيجة لتاريخ طويل من الهشاشة السياسية وغياب المشروع الوطني الجامع، وغياب الجيش الموحد وتواجد الميليشيات.
وأوضح "سعيد"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، أن الدول العربية تنقسم إلى فئتين رئيسيتين، الدول المستقرة وهم 12 دولة لا يوجد فيها ميليشيات، ولديها جيش واحد موحد، ورؤية وطنية موحدة للمستقبل مثل رؤى 2030، والدول المنهارة بعد الربيع العربي والتي تُعاني من وجود ميليشيات متعددة وحروب أهلية وغياب للسلطة المركزية المحتكرة للسلاح.
وأرجع الأزمة السودانية الراهنة إلى جملة من العوامل التاريخية والسياسية التي تسببت في تآكل الدولة الوطنية منذ استقلالها عام 1956، وهي الحروب الأهلية المستمرة، فالسودان عاش في حالة حرب أهلية مستمرة، بدأت بين الشمال والجنوب، ثم صراع دارفور، وصولاً إلى الانقسام الذي أدى لظهور جنوب السودان الذي يعاني أيضًا من حروب داخلية قبلية، فضلا عن الانقلابات الدينية والوطنية المكسورة، وأدى انقلاب البشير الذي قام على أساس الأيديولوجيا (الإخوان المسلمين) إلى تعميق الانقسام، فحين تدخل على الدولة مسألة الدين، تبدأ عملية الانقسام، علاوة على كسر الوحدة الوطنية، لأن أي تنظيم مسلح يأخذ قرار الحرب والسلام بعيدًا عن السلطة المركزية، أو يبدأ بكسر الوحدة الوطنية كما حدث في فلسطين بعد فوز حماس وفصل غزة عن الضفة، وهذا يُهدد وجود الكيان السياسي بأكمله.
وأكد أن النزاعات في المنطقة، بما في ذلك السودان، لن تنتهي إلا عبر تقوية بنية الدولة الوطنية، والعودة إلى المبادئ الأساسية التي تضمن وجود سلطة موحدة، واحتواء كل التنظيمات المسلحة تحت مظلة الجيش الوطني الواحد، وتبني مشروع وطني مشترك يجمع كل فئات الشعب.














0 تعليق