يعد فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك الأمريكية لحظة تاريخية، حيث أصبح أول عمدة مسلم وأمريكي من أصل جنوب آسيوي للمدينة، ما يعتبر حافز لتلك المجتمعات، بحسب ما قال بعض الخبراء لشبكة "ايه بي سي نيوز" الأمريكية.
محمود: فوز ممداني بمنصب عمدة نيويورك سيحدث فرقا كبيرا
وقال آصف محمود، وهو عضو في الحزب الديمقراطي، وساعد في جمع التبرعات لهيلاري كلينتون وكمالا هاريس خلال ترشحهما للانتخابات الرئاسية، كما ترشح هو نفسه في انتخابات الكونجرس الأمريكي، في تصريحات للشبكة، "سيحدث ذلك فرقا كبيرا لمجتمعاتنا، بما في ذلك الأمريكيين من أصل هندي جنوبي والمسلمين والمهاجرين مثلي. سيعتقدون أيضا أن هناك مكانا لهم في هذا البلد".
وأشار بعض الاستراتيجيين الديمقراطيين إلى أن المسلمين من جنوب آسيا والعرب في الولايات المتحدة، والذين هاجر العديد منهم بعد عام 1965، لم يكونوا تاريخيا مهتمين بالسياسة.
وذكرت "ايه بي سي نيوز" أن الأمريكيين الآسيويين بشكل عام لم يكونوا ممثلين بشكل كبير أو كافي في استطلاعات الرأي والأبحاث، بما في ذلك خلال سنوات الانتخابات الأخيرة.
ولكن مع صعود ممداني إلى دائرة الضوء قد يساعد ذلك في تحويل مجرى الأمور، خاصة بعد دعم ومشاركة أعضاء تلك المجتمعات بأعداد كبيرة في حملته الانتخابية، وفقا للشبكة.
وأشارت "ايه بي سي نيوز" إلي أنه في الواقع، زادت نسبة إقبال الناخبين من جنوب آسيا في الانتخابات التمهيدية في مدينة نيويورك لعام 2025 بنحو 40% مقارنة بالانتخابات التمهيدية لعام 2021، وفقا لبيانات من شركة الأبحاث "L2".
وأضاف: "لقد خلق هذا الكثير من الاهتمام، حيث أصبح الهنود الجنوبيين والمسلمين ينخرطون بشكل أكبر في السياسة بنيويورك." ومع ذلك، أعرب عن مخاوفه بشأن المدة التي سيستمر فيها الانخراط، وقال إنه "متشكك بشكل كبير" في أن مثل هذه الطاقة ستترجم إلى مرشحين آخرين في المستقبل.
وكان التركيز على هوية المرشح متزايدا بشكل خاص في هذا السباق الانتخابي، وهو الأمر الذي تبنته حملة ممداني وأنصاره، لكنه تعرض لهجوم من قبل خصومه، بحسب الشبكة.
ولد ممداني في أوغندا، وهو مسلم من أصل هندي يعيش في الولايات المتحدة منذ أن كان في السابعة من عمره قبل أن يصبح مواطنا متجنسا في عام 2018.
بيكيك: حملة ممداني أيقظت شيئا قويا في مجتمعات جنوب آسيا والمسلمين في نيويورك
وقالت دورا بيكيك، المتحدثة باسم ممداني، في تصريحات لـ"ايه بي سي نيوز": "لقد أيقظت هذه الحملة شيئا قويا في مجتمعات جنوب آسيا والمسلمين في نيويورك، وهو الشعور بالظهور والفخر والانتماء السياسي، وهو الأمر الذي تم حرمان أجيال بأكملها منه".
وأشار رضا أحمد رومي، وهو محلل سياسي ومحاضر في جامعة مدينة نيويورك، وهو في الأصل من باكستان، في تصريحات للشبكة، إلي أن صعود ممداني "يعكس تحولا بين الأجيال في سياسة نيويورك".
وأضاف رومي: "إن جاذبيته وارتباطه بالناس، بما في ذلك دعم الشباب الأبيض واليهودي له، يظهران أن جاذبيته تتجاوز الهوية بكثير".
تأثير ممداني يتجاوز نيويورك ليصل إلى أعضاء المجتمعات في جميع أنحاء البلاد وخارجها
ويبدو أن تأثير ممداني يتجاوز مدينة نيويورك، ليصل إلى أعضاء المجتمعات في جميع أنحاء البلاد وخارجها، وفقا لـ"ايه بي سي نيوز".
وقالت نعومي جرين، وهي مساعدة الأمين العام للمجلس الإسلامي في بريطانيا، في تصريحات للشبكة، إن: "الدعم الواسع الذي يحظى به ممداني في جميع أنحاء نيويورك وخارجها هو دليل على أن الناس يقدرون العدالة والإدماج على التحيز". وفي عام 2016، صنعت لندن التاريخ عندما انتخبت المدينة أول عمدة مسلم لها.
يمثل فوز ممداني بمنصب عمدة نيويورك كأول عمدة مسلم للمدينة علامة فارقة في مكان شهد إسلاموفوبيا منذ فترة طويلة، خاصة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر التي وقعت في المدينة.
وقد تم ذكر هجمات 11 سبتمبر في مدينة نيويورك مرارا وتكرارا في الفترة التي سبقت يوم الانتخابات، حيث اتهم ممداني خصمه، حاكم نيويورك السابق أندرو كومو، بالانخراط في خطاب معاد للإسلام فيما يتعلق به وبأحداث 11 سبتمبر.
كومو يدعي استخدم ممداني ورقة الإسلاموفوبيا للحصول علي دعم الناخبين
وقد رد كومو على هذه الاتهامات، بحجة أن ممداني كان مثيرا للانقسام واستخدم ورقة الإسلاموفوبيا للحصول علي دعم الناخبين. وفي حديثه لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية قبل أيام قليلة من الانتخابات، اتهم كومو، ممداني بـ"لعب ورقة العرق" ومحاولة كسب الناخبين على أساس هويته.
وقال محمود، لـ"اي بي سي نيوز"، إن مثل هذا التعليق ساعد ممداني بالفعل من خلال تأجيج غضب الناخبين ضد خصومه.
ويأتي فوز ممداني كمرشح ديمقراطي أيضا في وقت يتراجع فيه الدعم الديمقراطي بين الأمريكيين الهنود في جميع أنحاء البلاد.
وأشار تقرير حديث لمركز "بيو" للأبحاث أيضا إلى تقلص دعم المسلمين للديمقراطيين، حيث أصبح 42% من المسلمين يميلون إلى الحزب الجمهوري في عام 2024، مقارنة بـ13% من المسلمين الذين يميلون إلى الحزب الجمهوري في عام 2017.















0 تعليق