احتضن مركز شباب العمال بمحافظة قنا مساء اليوم عرضًا فنيًا باهرًا قدمته فرقة النيل للآلات الشعبية، ضمن فعاليات مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية في دورته الأولى، وجاءت الأمسية الفنية لتؤكد أن التراث المصري ما زال نابضًا بالحياة، يحمل عبق التاريخ وروح الأصالة التي تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.

فقرات فنية تمزج الأصالة بروح الجنوب

قدمت الفرقة مجموعة متميزة من الفقرات الفنية التراثية التي لاقت تفاعلاً واسعًا من الجمهور، وملأت الأجواء بالبهجة والفخر بالهوية المصرية.
بدأ العرض بمقتطفات من السيرة الشعبية التي جسدت بطولات وأمجاد الماضي، تلتها الأغنية الشهيرة "القلل القناوي" التي ألهبت مشاعر الحاضرين بإيقاعاتها الحماسية على أنغام الدفوف والمزمار والربابة.
كما تألقت الفنانة نعمة بأداء أغنية "حاجة يا حاجة" التي أضافت لمسة أنثوية عذبة إلى الليلة التراثية، فامتزجت أصوات الحضور بالتصفيق والهتاف، لتتحول القاعة إلى ساحة من الفرح الشعبي الأصيل.

قنا تتحول إلى عاصمة للفن والتراث

وأكد الحضور أن المهرجان نجح في تحويل قنا إلى ساحة فنية مفتوحة تعكس ثراء الفنون والحرف المصرية وتبرز جمال التنوع الثقافي في مختلف المحافظات.
وأشاروا إلى أن إقامة هذا الحدث الثقافي الكبير في قلب الصعيد يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي بالتراث الشعبي وإعادة الاعتبار له بوصفه ركيزة أساسية من ركائز الهوية الوطنية ومصدر فخر للأجيال الجديدة.

تنوع الفعاليات ورؤية إدارة المهرجان

يأتي هذا العرض ضمن رؤية إدارة مهرجان قنا للفنون برئاسة الناقد المسرحي هيثم الهواري، التي تسعى إلى تنويع الفعاليات الفنية والثقافية من مختلف المحافظات، لتكون قنا هذا العام بحق عاصمة للفن والتراث الأصيل.
ويهدف مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية إلى تقديم منصة تتيح التقاء الفنون الشعبية والحرف اليدوية في إطار واحد، يعيد الحياة للذاكرة الثقافية المصرية ويؤكد أن التراث ليس مجرد ماضٍ يُروى، بل حاضر متجدد يضيء المستقبل.

يذكر أن مهرجان قنا للفنون يشهد عروضًا فنية متنوعة تمزج بين الأصالة والإبداع، منها المولوية والتنورة والسيرة الهلالية، وفن الكف والحكي الشعبي، إلى جانب الإنشاد والمديح والترانيم الكنسية، إضافة إلى خيال الظل والأراجوز وعزف المزمار والربابة، لتصنع جميعها مشهدًا فنيًا متكاملاً يحتفي بروح مصر المتنوعة

الألعاب الشعبية

يُعيد المهرجان إلى الأذهان عبق الطفولة عبر مسابقات وألعاب تراثية مثل التحطيب والمرماح والسيجا والبلي والطيارات الورقية والكرة الشراب، التي كانت جزءًا من الحياة اليومية في القرى والنجوع.