تُعد القاهرة والجيزة من أغنى المدن في العالم من حيث التنوع الثقافي والحضاري، إذ تحتضنان مجموعة من أهم المتاحف التي توثق التاريخ المصري القديم والمعاصر على حد سواء، ومع افتتاح المتحف المصري الكبير عام 2025، أصبحت العاصمة المصرية وجهة أساسية لعشاق التاريخ والفن من مختلف أنحاء العالم، حيث يمكن للزائر أن يطوف بين آلاف السنين من الحضارة المصرية في محيط جغرافي واحد.
في هذا التقرير نستعرض أبرز خمسة متاحف في القاهرة الكبرى، التي تمثل محطات رئيسية في رحلة اكتشاف التاريخ المصري:
المتحف المصري الكبير.. أيقونة القرن الحادي والعشرين
يُعد المتحف المصري الكبير أكبر صرح أثري في العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة، ويقع عند سفح أهرامات الجيزة في موقع فريد يربط الماضي بالحاضر.
افتُتح المتحف رسميًا في نوفمبر 2025، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد كبير من قادة الدول والشخصيات العالمية، في احتفال ضخم استمر ثلاثة أيام متواصلة.
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، والتي تُعرض لأول مرة مجتمعة منذ اكتشافها في وادي الملوك عام 1922.
ويتميز المتحف بتقنيات عرض متحفي حديثة، وأنظمة إضاءة ذكية، وتفاعل رقمي يتيح للزوار خوض تجربة حضارية غير مسبوقة. كما يضم قاعات عرض للأطفال، ومركز أبحاث علمية، ومنطقة خدمات سياحية متكاملة، ليصبح بوابة الحضارة المصرية إلى العالم.
المتحف المصري بالتحرير.. قلب التاريخ في قلب العاصمة
يُعتبر المتحف المصري في ميدان التحرير أحد أقدم وأشهر المتاحف في العالم، إذ افتُتح عام 1902 ليضم كنوز الفراعنة من مختلف العصور.
ورغم نقل العديد من القطع الأثرية إلى المتحف المصري الكبير، فإن متحف التحرير لا يزال يحتفظ بفرادة خاصة، بفضل طابعه التاريخي ومبناه الكلاسيكي الذي يعكس فخامة العمارة الأوروبية في مطلع القرن العشرين.
يضم المتحف أكثر من 120 ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، بينها تماثيل ملوك الدولة القديمة والوسطى، ومومياوات ملكية، ومجموعات نادرة من البرديات والمجوهرات الذهبية. ويظل مقصدًا أساسيًا للباحثين والدارسين المهتمين بعصور ما قبل الميلاد وتطور الفكر الديني في مصر القديمة.
المتحف القومي للحضارة المصرية.. سجل شامل لتاريخ الإنسان المصري
يقع المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط، وقد افتُتح رسميًا في أبريل 2021، ليكون أول متحف من نوعه يضم تاريخ الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث.
ويُعد المتحف القومي للحضارة مركزًا علميًا وثقافيًا متكاملًا، إذ يحتوي على معامل ترميم متطورة وقاعات عرض دائمة ومؤقتة.
أشهر قاعاته هي قاعة المومياوات الملكية، التي استقبلت 22 مومياء ملكية نُقلت في موكب مهيب من متحف التحرير عام 2021. كما يضم المتحف قطعًا تمثل مختلف مراحل الحضارة المصرية: الفرعونية، واليونانية، والقبطية، والإسلامية، والحديثة، مما يجعله متحفًا شاملًا يجسد تطور الإنسان المصري عبر العصور.
متحف الفن الإسلامي.. كنز العمارة والزخرفة
يقع متحف الفن الإسلامي في قلب القاهرة التاريخية بمنطقة باب الخلق، ويُعد أحد أهم المتاحف المتخصصة في العالم الإسلامي.
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة فنية تمثل روائع الفن الإسلامي من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك قطع خزفية، ومنسوجات، وأوانٍ زجاجية، ومخطوطات نادرة مزخرفة بالذهب والفضة.
ويتميز المتحف بعمارة مبهرة تجمع بين الطرازين الفاطمي والمملوكي، كما يقدم للزائر رحلة بصرية في تطور الفنون الإسلامية عبر العصور، بما في ذلك الفنون الزخرفية والخط العربي والتصوير الدقيق على المعادن والخشب.
وشهد المتحف عملية تطوير شاملة أعادت إليه مكانته بعد أضرار لحقت به جراء تفجير عام 2014، ليعود اليوم أحد أبرز رموز التراث الإسلامي في العالم.
متحف المركبات الملكية.. ذاكرة العائلة المالكة المصرية
يُعد متحف المركبات الملكية أحد المتاحف الفريدة من نوعها عالميًا، إذ يضم مجموعة نادرة من العربات الملكية التي كانت تستخدمها الأسرة العلوية في المناسبات الرسمية منذ القرن التاسع عشر.
يقع المتحف في حي بولاق الدكرور بالقاهرة، وتم افتتاحه في عام 2020 بعد عملية ترميم وتجديد شاملة.
تُعرض في المتحف مركبات فخمة تابعة للملوك والأميرات، بالإضافة إلى الزي الرسمي لسائقي العربات، وصور توثق لحظات من تاريخ البلاط الملكي المصري.
ويهدف المتحف إلى إلقاء الضوء على جانب مميز من التراث المصري الحديث، يعكس ملامح الحياة الاجتماعية والسياسية في الحقبة الملكية.
















0 تعليق