أكد الباحث السياسي والكاتب السوداني وائل محجوب أن الجرائم التي شهدتها مدينة الفاشر تُعد مخالفة صريحة وواضحة للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقيات جنيف الخاصة بحماية المدنيين والصحفيين أثناء النزاعات المسلحة.
قال محجوب، لـ"الدستور" إن ما تشهده المدينة من فظائع وانتهاكات واسعة يتم التعتيم عليه عمدًا من خلال اختطاف الصحفيين ومنعهم من أداء مهامهم، في محاولة لفرض “ظلام إعلامي دامس” يخفي الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء.
نهجًا ممنهجًا لقوات الدعم السريع
أشار إلى أن هذه الممارسات ليست جديدة، بل تمثل نهجًا ممنهجًا ومتكررًا لقوات الدعم السريع إذ تعمل على إسكات الأصوات المستقلة وطمس الحقائق حول ما يجري من جرائم ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
أضاف أن تلك الانتهاكات المتواصلة أثارت اهتمامًا واستنكارًا دوليًا واسعًا، حيث أدانت معظم الجهات والمنظمات الدولية ما حدث في الفاشر وطالبت بفتح تحقيق عاجل ومحايد.
وأكد محجوب أن المسؤولية تقع الآن على عاتق بعثات تقصي الحقائق الدولية والمنظمات الحقوقية لمباشرة التحقيقات وجمع الأدلة حول هذه الانتهاكات، خاصة بعد ثبوت تورط الميليشيا في أعمال قتل جماعي واعتداءات ممنهجة على المدنيين والصحفيين.
وشدد على أن تصريحات قادة ميليشيا الدعم السريع بشأن تشكيل لجان تحقيق داخلية لا أساس لها من الصحة، موضحًا أن تلك الجهات تفتقر إلى البنية المؤسسية والحياد اللازمين لإجراء أي تحقيق جاد أو محاسبة حقيقية.
واختتم الباحث وائل محجوب تصريحه بالتأكيد على أن ما يجري في دارفور وبالأخص في مدينة الفاشر، هو انعكاس خطير لانهيار منظومة الحماية الدولية داخل السودان، مشيرًا إلى أن التهاون في مواجهة هذه الجرائم قد يفتح الباب أمام تكرار مآسي إنسانية مشابهة لما حدث سابقًا في مدينة الجنينة وغيرها من مناطق غرب السودان.















0 تعليق