أكد بيوتر بوراس، رئيس مكتب وارسو بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، خلال مشاركته في الجلسة النقاشية لليوم الثاني من منتدى القاهرة الثاني (CAIRO FORUM 2)، أن الخطر الأكبر الذي يواجه الاتحاد الأوروبي لا يكمن فقط في الضغوط الخارجية أو المنافسة الجيوسياسية، بل في الانقسامات الداخلية داخل المجتمعات الأوروبية نفسها.
انقسام داخلي وفرصة تستغلها موسكو
وأوضح بوراس أن الحديث المستمر عن انقسامات بين حكومات الاتحاد الأوروبي مبالغ فيه، مشيرًا إلى أن المشكلة الحقيقية هي الانقسام الاجتماعي والسياسي داخل الدول، ما أدى إلى استقطاب شعبي غير مسبوق، تستغله روسيا “بشكل وحشي”، على حد تعبيره، لدعم قوى تسعى لإضعاف الاتحاد الأوروبي والديمقراطية الليبرالية.
وأضاف أن هناك محاولات ممنهجة من موسكو لتغذية خطاب الشعبوية وصعود اليمين المتطرف عبر استغلال المنصات الرقمية، وهو ما يهدد استقرار الأنظمة الديمقراطية الأوروبية.
حرب أوكرانيا وصراع القيم
رفض بوراس الرواية التي عبّر عنها المحلل الأمريكي جيفري ساكس خلال منتدى القاهرة أمس، حول مسؤولية توسع الناتو في اندلاع الحرب، مؤكدًا أن روسيا غزت أوكرانيا رغم أنها ليست عضوًا في الحلف، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينكر أصلًا وجود أوكرانيا كدولة مستقلة.
وأشار إلى أن انتصار روسيا في الحرب يعني تحول أوروبا إلى ساحة نفوذ لليمين المتطرف، وهو ما يتماشى مع مصالح موسكو وإدارة أمريكية متشددة مثل ترامب، ما يجعل استمرار دعم أوكرانيا ضرورة استراتيجية.
ثلاث ثغرات تاريخية
حدد بوراس ثلاثة نقاط ضعف تاريخية في أوروبا:
- الاعتماد على الطاقة الروسية، وهو ما تم التخلص منه بسرعة تاريخية
- الضعف الدفاعي، وتبدأ أوروبا في تجاوزه عبر زيادة الإنفاق العسكري
- الفجوة التكنولوجية، وهي الأصعب، خاصة مع استغلال شركات التكنولوجيا الكبرى الفضاء الرقمي لتهديد استقرار الديمقراطيات
وختم بالتأكيد على أن أوروبا، رغم التحديات، لا تزال ركيزة للنظام الدولي القائم على القواعد، لكن مستقبلها يعتمد على قدرتها على حماية الديمقراطية وتعزيز استقلالها الأمني والتكنولوجي.









0 تعليق