في مشهدٍ يعكس تقلبات السوق العالمية، تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الثلاثاء، وسط قلق المستثمرين من احتمال عودة فائض المعروض إلى الأسواق، بينما يترقب الجميع تقارير المخزونات الأمريكية التي قد تكشف ملامح المرحلة المقبلة لأسواق الطاقة.
تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الثلاثاء
فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير 2026 بنحو 0.3% لتسجل 64.68 دولارًا للبرميل، في حين هبط خام نايمكس الأمريكي تسليم ديسمبر بنفس النسبة إلى 60.87 دولارًا للبرميل، وسط ضغوط بيع متزايدة من المتعاملين الحذرين.
الإبقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير
وأفادت مصادر في تحالف "أوبك+" لوكالة رويترز بأن قرار المنظمة بالإبقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير جاء نتيجة ضغوط روسية، إذ تواجه موسكو صعوبات في زيادة صادراتها بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها، مما يجعل موازنة المعروض أكثر حساسية لأي تطورات سياسية أو اقتصادية.
ويترقب المستثمرون صدور تقرير معهد البترول الأمريكي حول مخزونات الخام في الولايات المتحدة لاحقًا اليوم، يليه التقرير الرسمي من إدارة معلومات الطاقة غدًا، والذي يُتوقع أن يوضح حجم الزيادة في المخزونات الأسبوعية ويؤثر على مسار الأسعار في المدى القريب.
مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة
تأتي هذه التراجعات في وقت تتزايد فيه المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة، مع استمرار الضبابية حول السياسة النقدية الأمريكية وارتفاع الدولار لأعلى مستوى في ثلاثة أشهر، ما يضغط بدوره على السلع المقومة بالعملة الأمريكية، ويزيد من تقلبات أسواق الطاقة العالمية.
وتُظهر التطورات الأخيرة في أسواق النفط هشاشة التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، حيث تهيمن المخاوف من وفرة الإمدادات وتباطؤ الطلب العالمي على حركة الأسعار، ومع تمسك “أوبك+” بسياسة الإنتاج الحالية، تواجه الأسواق ضغوطًا مزدوجة من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وارتفاع الدولار الذي يقلص جاذبية السلع المقومة به.
ويرى محللون أن استمرار زيادة المخزونات الأمريكية قد يدفع الأسعار إلى مزيد من التراجع ما لم تتدخل المنظمة بخطوات تصحيحية خلال الأشهر المقبلة، في المقابل، يظل الأمل معقودًا على تعافي الاقتصاد الصيني وتحسن الطلب الآسيوي لإعادة التوازن للسوق العالمية، خاصة في ظل توقعات بعودة الاستقرار التدريجي مع بداية العام الجديد.









            






0 تعليق