أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، عن خفض المساعدات الغذائية المقدمة لأكثر من 42 مليون أميركي، في واحدة من أكبر الأزمات الاجتماعية التي تشهدها البلاد خلال السنوات الأخيرة.
ويأتي القرار بالتزامن مع استمرار الإغلاق الحكومي الذي دخل شهره الأول، ما أدى إلى تعطيل تمويل العديد من البرامج الحيوية للأسر محدودة الدخل.
 
الإغلاق الحكومي يضغط على برامج الدعم الأساسية
 أوضحت وزارة الزراعة الأميركية في وثائق رسمية، أن الحكومة ستعتمد على 4.65 مليارات دولار من صندوق الطوارئ لتغطية مدفوعات برنامج المساعدة الغذائية التكميلية المعروف باسم "SNAP"، وهو البرنامج الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة لدعم الغذاء العام.
إلا أن هذا التمويل، بحسب المسؤولين، لن يغطي سوى 50% فقط من احتياجات الأسر المستفيدة، مما ينذر بأزمة معيشية تطال ملايين الأطفال وكبار السن والعاطلين عن العمل.
 
برنامج “SNAP” شريان حياة مهدد بالانقطاع
 يعد برنامج “SNAP” بمثابة شريان حياة للأسر الأميركية ذات الدخل المحدود، إذ يقدم مساعدات غذائية لما يقارب واحدًا من كل ثمانية أميركيين، بتكلفة تقارب ثمانية مليارات دولار شهريًا.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن البرنامج لا يقتصر على الدعم الغذائي فحسب، بل يشكل ركيزة أساسية لاستقرار الأسواق المحلية عبر دعم الإنفاق على المنتجات الغذائية في آلاف المتاجر الصغيرة والمتوسطة.
 
مخاوف من تفاقم الجوع والفقر
 خفض المساعدات الغذائية أثار موجة من الانتقادات من قبل الجمعيات الخيرية والهيئات الإنسانية، التي حذرت من أن ملايين الأميركيين قد يواجهون خطر الجوع ونقص التغذية خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت منظمات محلية إن آلاف الأسر تعتمد بشكل كامل على بطاقات “SNAP” لشراء الغذاء، ومع تقليص الدعم إلى النصف، فإن الوجبات اليومية الأساسية أصبحت في خطر.
 
أزمة اقتصادية تتحول إلى قضية إنسانية
 وبينما تبرر إدارة ترامب القرار بأنه "إجراء مؤقت بسبب نقص التمويل"، يرى خبراء الاقتصاد أن خفض المساعدات الغذائية قد تتطور إلى كارثة إنسانية داخل أغنى دولة في العالم، إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي ينهي الإغلاق الحكومي سريعًا.
وفي ظل خفض المساعدات الغذائية، تبدو الطوابير أمام بنوك الطعام أطول من أي وقت مضى، حيث يقف الآباء والأمهات حاملين بطاقات فارغة، بعيون تترقب أملاً في وجبة لأطفالهم.
إنها لحظة تعكس المفارقة القاسية بين وفرة الثروة في البلاد وندرة اللقمة على موائد الفقراء، في مشهد يختبر ضمير الأمة وقدرتها على صون أبسط حقوق الإنسان: الحق في الغذاء.





            






0 تعليق