طور علماء من جامعة سانت بطرسبرغ الحكوميّة مستشعرا بصريا لتحليل محتوى الرصاص في بول الإنسان. ويُعد هذا الابتكار بديلا بسيطا ورخيصا لطرق الفحص التقليدية التي تتطلب تدخلا في الجسم.
أفاد مكتب الخدمات الصحفية بجامعة سانت بطرسبرغ الحكومية أن فريقًا من الباحثين في الجامعة طور مستشعرا بصريا لتحليل محتوى الرصاص في بول الإنسان، يُعد بديلا بسيطا وغير باضع للفحوص التقليدية.
ونقلت الخدمة الصحفية عن ماريا بيشكوفا، الأستاذة المساعدة في قسم الكيمياء الفيزيائية، قولها:"لقد طورنا مستشعرا بصريا للتحليل السريع يضمن استجابة فورية وتقييما بصريا بسيطا لتركيز الرصاص في البول باستخدام مقياس ألوان. المستشعر عبارة عن غشاء بوليمري رقيق يحتوي على مواد نشطة خاصة، مثل أيونات الكروم، ويغيّر لونه عند وجود الرصاص في المحلول. وقد حسّنا تركيب المستشعر لضمان كشف الرصاص بدقة ضمن النطاق المطلوب، ويتميز بالانتخابية والبساطة وعدم الحاجة إلى مصدر طاقة".
وأوضحت بيشكوفا أن أي كمية من الرصاص في الجسم تشكل خطرا على الإنسان، إذ يمكن أن تتراكم في الأسنان والعظام مسببة التسمم المزمن. ويُدخل الرصاص إلى الجسم عبر التنفس والغبار، أو الطعام والماء الملوث.
وتشير البيانات إلى أن التسمم بالرصاص يتم تقييمه عادة من خلال محتواه في الدم، أو في العظام باستخدام الأشعة السينية، ما يتطلب مختبرات متخصصة ومعدات وأجهزة وكوادر طبية. لذلك اقترح الباحثون طريقة بديلة غير باضعة تعتمد على محتوى الرصاص في البول، الذي يعكس الضغط الكلي على الجسم ويسمح بتحديد وجود التسمم.
ويشبه اختبار المستشعر جمع البول التقليدي للفحص، مع وجود المستشعر مثبتا في غطاء الحاوية، ويضم طقم الاختبار لوحة ألوان لتفسير النتيجة. ويقوم المريض بملء الأنبوب، وإغلاقه بالغطاء، ثم قلبه. وتبلغ تكلفة الاختبار حوالي 90 روبلا (ما يعادل دولارا واحدا تقريبا).
وأكدت الجامعة أن الباحثين يعتزمون توسيع نطاق استخدام المستشعر للظروف الميدانية والسريرية، بالإضافة إلى تحسين لوحة الألوان وزيادة سهولة الاستخدام. كما تدرس الجامعة تكييف الاختبار للكشف عن معادن سامة أخرى، واستخدامه لمراقبة البيئة والسيطرة على آثار الحوادث.


















0 تعليق