قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، إن نظيره الصيني شي جين بينغ "يدرك العواقب" التي قد تترتب إذا قررت بلاده شنّ هجوم عسكري على تايوان، لكنه تجنب الكشف عن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً للدفاع عن الجزيرة.
وفي مقتطف من مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز"، قال ترامب عندما سُئل إن كان سيأمر بتحرك القوات الأميركية في حال الهجوم: "لن أبوح لكم بأسراري.. ستعرفون إذا حدث ذلك، وهو يعرف الإجابة."
تحذير مبطن ورسالة ردع
التصريحات، التي وُصفت بأنها "تهديد مبطن"، اعتبرها مراقبون بمثابة رسالة ردع مباشرة إلى بكين. وأكد ترامب أن القادة الصينيين "قالوا صراحة إننا لن نفعل أي شيء بينما الرئيس ترامب في الرئاسة، لأنهم يدركون العواقب".
ويرى محللون أن ترامب يسعى من خلال لهجته الحازمة إلى إعادة تثبيت صورة الردع الأميركي أمام الصين، في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن تايوان وممرات التجارة في بحر الصين الجنوبي.
تايوان تحذر من استعدادات صينية للحرب
وقبل أسابيع، حذّر تشيو تشوي تشنغ، رئيس مجلس شؤون البر الرئيسي في تايوان، من أن الصين "تستعد للحرب" بهدف فرض السيطرة على الجزيرة، مشيراً إلى أن الحزب الشيوعي الحاكم في بكين يرفض منذ عقود التخلي عن خيار استخدام القوة ضد تايبيه.
وقال المسؤول التايواني إن الهدف الأوسع لبكين يتمثل في إقصاء النفوذ الأميركي من منطقة آسيا والمحيط الهادئ واستبدال واشنطن كقائد عالمي، في إطار ما يسميه الصينيون "الحلم الصيني" لإعادة مجد الأمة.
تقديرات استخباراتية أميركية
تشير تقديرات استخباراتية أميركية إلى أن الصين تعمل على تطوير قدراتها العسكرية والاستخبارية تمهيداً لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية ضد تايوان بحلول عام 2027، تزامناً مع الذكرى المئوية لتأسيس جيش التحرير الشعبي.
وكانت تقارير غربية قد أكدت أن بكين تسعى لاستكمال استعداداتها البرية والبحرية والجوية، بما يشمل تعزيز الأسطول البحري وتكثيف تدريبات الإنزال الساحلي.
ورغم أن الصين تعتبر تايوان "إقليماً منشَقّاً يجب أن يعود للوطن الأم"، فإن الولايات المتحدة تلتزم بسياسة "الصين الواحدة"، لكنها في الوقت نفسه تزود الجزيرة بأسلحة دفاعية متطورة وتؤكد دعمها لحقها في تقرير مصيرها.
تصعيد جديد يهدد استقرار آسيا
تأتي تصريحات ترامب في وقت يتصاعد فيه التوتر عبر مضيق تايوان، وسط مناورات بحرية وجوية متكررة من الجانبين، وتحذيرات دولية من انزلاق الوضع نحو مواجهة مفتوحة.
ويرى مراقبون أن أي تصعيد محتمل ستكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد، خاصة في ظل الدور الحيوي لتايوان في صناعة الرقائق الإلكترونية، ما يجعلها ساحة اختبار رئيسية لموازين القوة بين واشنطن وبكين.


















0 تعليق