العنوان لمبادرة أطلقها البنك المركزى المصرى، ووزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أمس الأول الأحد، بالتعاون مع بنك مصر والبنك الأهلى المصرى، لتيسير الخدمات المصرفية المقدمة للمصريين فى الخارج، وتعزيز استثمارهم لمدخراتهم فى الأوعية الادخارية المتاحة داخل مصر، تماشيًا مع رؤية الدولة المصرية لتيسير كافة الخدمات المقدمة لهم، وتنفيذًا للتوجيهات الرئاسية بشأن تلبية احتياجاتهم وتوفير أفضل سبل الرعاية لهم، وتكثيف التواصل معهم، أينما كانوا.
بالتزامن، ناقش الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، مع محمد جبران، وزير العمل، أهمية إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة وشاملة للعمالة المصرية بالخارج، بما يتيح متابعة أوضاع العمالة بشكل دورى، وتوفير معلومات دقيقة تساعد فى رسم السياسات والتخطيط المستقبلى، وتسهيل التواصل معهم وتقديم الخدمات لهم. كما استعرض الوزيران الجهود التى تبذلها الدولة لتحقيق التنمية بمفهومها الشامل، وتعزيز بيئة الاستثمار وتطوير البنية التحتية وتنمية القدرات البشرية. وتناولا، أيضًا، آخر مستجدات تنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة بين مصر وعدد من الدول الأوروبية، بشأن العمالة المصرية الماهرة فى تلك الدول. وناقش الوزيران، كذلك، التحديات التى تواجه استقدام الأيدى العاملة فى عدد من الدول العربية، وكذلك التنسيق مع الجانب السعودى بشأن استقدام العمالة الموسمية فى موسم الحج المقبل.
فى هذا السياق، أكد وزير الخارجية حرص مصر على تعزيز التعاون مع منظمة العمل الدولية لدعم التوظيف اللائق والارتقاء ببيئة العمل، لتكون أكثر جذبًا للاستثمار، وأهمية تفعيل دور المركز المصرى الألمانى كإحدى آليات التعاون الثنائى فى مجال انتقال العمالة المصرية إلى ألمانيا، مستعرضًا الجهود الإيجابية التى تقوم بها الوزارة مع وكالة «GIZ» الألمانية، ضمن جهود برنامج «تنقل العمالة لدول شمال إفريقيا»، الذى يوفر منصة إلكترونية لعرض التخصصات المطلوبة فى سوق العمل. كما أشار وزير العمل إلى التطورات الإيجابية التى شهدتها بيئة العمل فى مصر، إضافة إلى تطوير منظومة التدريب المهنى لتأهيل الشباب على المهن التى تحتاجها سوق العمل فى الداخل والخارج.
المهم، هو أن مبادرة «افتح حسابك فى مصر» تضاف إلى العديد من المبادرات التى تنفذها وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بالتعاون مع سائر الوزارات والجهات الأخرى بالدولة، مثل مبادرات الإسكان والأراضى الزراعية وتشجيع الاستثمارات وتوفير مظلة تأمينية، إلى جانب جهود رقمنة وتيسير الخدمات القنصلية و... و... وطبيعى أن نناشد المصريين فى الخارج، كما ناشدهم وزير الخارجية، بأن يستفيدوا من هذه المبادرات، ومن كل الحوافز التى تقدمها الدولة لهم، بما يحقق المصالح الوطنية ويعزز الاقتصاد المصرى، ويدعم مشاركتهم فى مسيرة التنمية التى تشهدها الدولة.
تتيح المبادرة للمصريين العاملين بالخارج إمكانية فتح حسابات مصرفية فى البنك الأهلى المصرى أو بنك مصر، من خلال التوجه إلى أقرب مقر بعثة دبلوماسية أو قنصلية مصرية بالخارج، لاستيفاء النموذج الخاص بفتح الحساب، ثم التصديق عليه من جانب السفارة أو القنصلية، التى ستتولى إرساله إلى ديوان وزارة الخارجية، لمتابعة توثيق الأوراق وتسليمها إلى البنكين. ومِن حسن عبدالله، محافظ البنك المركزى، عرفنا أن القطاع المصرفى سيواصل التنسيق مع وزارة الخارجية، وكافة الجهات المعنية، لإطلاق المزيد من المبادرات التى تخدم المصريين فى الخارج، مثل تعميم تجربة تحويل الأموال لحظيًا، فى أى وقت وطوال أيام الأسبوع، ومواصلة جهود التطوير الرقمى للخدمات المصرفية، بما يعود بالنفع على جميع المتعاملين مع المنظومة البنكية المصرية سواء فى داخل أو خارج البلاد.
.. وتبقى الإشارة إلى أن تحويلات المصريين العاملين فى الخارج، بحسب بيانات البنك المركزى المصرى، حققت قفزة كبيرة خلال الشهور الثمانية الأولى من السنة الجارية، بزيادة نسبتها ٤٧.٢٪ لتصل إلى نحو ٢٦.٦ مليار دولار، مقابل ١٨.١ مليار دولار خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. وقد تكون الإشارة مهمة أيضًا إلى أن هذه التحويلات، وانتعاش قطاع السياحة، أسهما فى تخفيف الضغط على ميزان المدفوعات ودعم استقرار سوق الصرف، وتراجع سعر الدولار أمام الجنيه.
