عبدالملك لـ"الدستور": معارك الفاشر تزيد تعقيد المشهد.. والسلام الحقيقي يبدأ من الداخل السوداني

قال الدكتور عبد الملك عبد النعيم، أستاذ الإعلام بجامعة الخرطوم والمستشار الإعلامي السابق بسفارة السودان بالقاهرة، إن الأوضاع الميدانية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور تشهد تصاعدًا خطيرًا في حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن هذه التطورات تُلقي بظلالها على المفاوضات الجارية في واشنطن، وتؤكد هشاشة أي مسار سلام لا ينطلق من الإرادة الوطنية الداخلية.

وأوضح عبد النعيم في تصريحات لـ"الدستور"  أن "ما يجري في الفاشر يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الحرب مفروضة على السودان وليست خيارًا طوعيًا، وأن القوات المسلحة تخوض معركة الدفاع عن الدولة ووحدتها في مواجهة مجموعات مسلحة مدعومة من أطراف خارجية تسعى لزعزعة الاستقرار".

وأكد أستاذ الإعلام بجامعة الخرطوم أن "السلام المنشود لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الحوار الداخلي السوداني وتماسك الجبهة الوطنية، وليس عبر ضغوط أو إملاءات من الخارج"، مشددًا على أن "الشعب السوداني وحده هو صاحب الحق في القبول أو الرفض لمخرجات المفاوضات، وأن الحل الحقيقي يبدأ من الداخل لا من المكاتب الدولية أو الوساطات المؤقتة".

وأضاف عبد النعيم، أن "استمرار المعارك في الفاشر وما يصاحبها من انتهاكات إنسانية ونزوح واسع للسكان المدنيين، يعزز قناعة الشارع السوداني بأن أي سلام يُفرض من الخارج لن يكون مستدامًا"، داعيًا إلى إطلاق حوار وطني شامل يعيد بناء الثقة بين مؤسسات الدولة والمجتمع، ويضع حدًا للتمرد والتدخلات الإقليمية التي أطالت أمد الحرب وأعاقت جهود الاستقرار.

وشهدت اليوم مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور تصعيدًا عسكريًا حادًا، إذ أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة لـالجيش السوداني، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة «جائزة استراتيجية» في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين. 

في الوقت ذاته، أطلقت الأمم المتحدة نداء عاجلًا لوقف إطلاق النار فورًا، محذّرة من حصار مئات الآلاف من المدنيين داخل المدينة وارتفاع خطر المجاعة والأمراض في ظل انقطاع المساعدات الإنسانية. 

إلى ذلك، أفادت تقارير محلية بأن قوات الدعم السريع بدأت في تنفيذ عمليات تمشيط كاملة للمدينة بعد الدخول، بما في ذلك إزالة ألغام ونشر «قوات حفظ أمن» موازية، بينما تحدثت جهات مدنية عن ارتكاب «جرائم تطهير عرقي» وعمليات نهب للمستشفيات والمرافق الخدمية في الفاشر. 

هذا الواقع الجديد يزيد من الضغوط على طريق السلام المفتوح في العاصمة الأمريكية واشنطن، ويطرح تساؤلات جدية حول مدى إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية في ظل استمرار المواجهات الميدانية الدائرة.

أقرأ أيضًا: 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق المعدات المصرية تدخل غزة لتعزيز الصمود.. والأهالي: تحية لأم الدنيا
التالى تعزيز الأخوة الإنسانية.. الرئيس الإيطالي يعبر عن تقديره لـ شيخ الأزهر