إشعال غزة من جديد.. خبير يكشف أهداف "نتنياهو" من التصريحات الأخيرة (خاص)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور سعيد محمد أبو رحمة، إن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن "إسرائيل فقط من تقرر سياستها الأمنية"، تعكس تشددًا إسرائيليًا متزايدًا في رفض أي ضغوط أو تسويات تفرض على تل أبيب، خاصة فيما يتعلق بالوضع الأمني في قطاع غزة بعد الحرب.

أهداف نتنياهو

وأوضح "أبو رحمة"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن نتنياهو، من خلال هذا التصريح، يبعث برسالة واضحة إلى جميع الأطراف، مفادها أن "إسرائيل لن تقبل بأي ترتيبات أمنية أو سياسية تحد من حرية تحركها العسكري داخل القطاع، حتى وإن جاءت تلك الترتيبات في إطار اتفاق دولي أو مبادرة إقليمية".


وأضاف أن هذا التصريح يحمل مجموعة من الرسائل المبطنة، أبرزها "الرفض القاطع لنشر أي قوة دولية في غزة إلا إذا كانت تحت سيطرة إسرائيلية غير مباشرة، وتأكيد على أن الاعتبارات الأمنية تسبق أي مشاريع سياسية أو إنسانية يمكن طرحها في مرحلة ما بعد الحرب، ومحاولة لتحصين الجيش الإسرائيلي من أي التزامات طويلة الأمد بوقف إطلاق النار، بحيث يبقى القرار العسكري مرهونًا فقط بتقديرات الأمن الإسرائيلي".

 

وأشار "أبو رحمة" إلى أن نتنياهو أيضًا يوجه برسالة داخلية لليمين الإسرائيلي المتشدد، مفادها أنه ما زال متمسكًا بـ"الثوابت اليمينية الرافضة لأي حلول سياسية"، وأن اليد العليا في غزة ستظل لإسرائيل، ما يعني أنه يسعى إلى تعزيز موقعه السياسي داخل ائتلافه الحاكم وإرضاء التيار اليميني الذي يشكل قاعدة دعمه الأساسية.


وحول الموقف الأمريكي من تصريحات نتنياهو، أوضح المحلل السياسي الفلسطيني، أن الولايات المتحدة تقف اليوم في موقف توازن معقد؛ فهي من ناحية تسعى إلى تهدئة طويلة الأمد وضمان عدم عودة حركة حماس كقوة مسيطرة في القطاع، لكنها في الوقت نفسه تواجه تعنتًا واضحًا من نتنياهو الذي لا يبدي أي مرونة أمام الضغوط الأمريكية بشأن ترتيبات المرحلة المقبلة في غزة.


ونوه بأن ما بين سطور الموقف الأمريكي يمكن قراءة استياء مكتوم من واشنطن تجاه تصريحات نتنياهو، التي قد تعتبر بمثابة عرقلة لمبادرة تقودها الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع مصر والأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات قد تدفع واشنطن إلى إعادة النظر في مدى دعمها لخطط إسرائيل المنفردة داخل القطاع، خاصة في ظل تزايد التكاليف الإنسانية والسياسية للحرب على الإدارة الأمريكية نفسها.


ويرى "أبو رحمة" أن الولايات المتحدة، "لو أرادت الضغط فعليًا على نتنياهو، فستحقق ما تريد"، موضحًا أن تجارب الماضي تؤكد أن الإدارة الأمريكية قادرة على إلزام الحكومة الإسرائيلية، مهما بلغت تشدداتها، بالانصياع للتوجهات الأمريكية إذا اقتضت المصلحة الاستراتيجية ذلك.


أما فيما يتعلق بالعلاقة بين التصريحات الإسرائيلية والجهود المصرية والأمريكية لتشكيل إدارة مدنية أو لجنة تكنوقراط لإدارة غزة، لفت "أبو رحمة" إلى أن تصريحات نتنياهو تعني ضمنًا رفضًا قاطعًا لأي إدارة لا تُنسّق أمنيًا، حتى لو كانت إدارة مدنية أو تكنوقراط مستقلة.


وأوضح أن هذا الموقف يضع جملة من العقبات أمام التحركات الإقليمية والدولية، أبرزها رفض إسرائيل تسليم القطاع لأي جهة لا تضمن السيطرة الأمنية عليها بالكامل، وإعاقة المساعي المصرية لإنشاء إدارة محلية غير فصائلية، ما لم تحقق تلك الإدارة المطالب الأمنية الإسرائيلية الصارمة، وعلى رأسها نزع السلاح وضمان التنسيق الأمني الدائم، بالإضافة لتعقيد مهمة أي قوة دولية أو عربية يراد نشرها في القطاع للمساعدة في إعادة الإعمار أو فرض الأمن، إذ لن تقبل إسرائيل بأي وجود لا يخضع لرقابتها المباشرة أو غير المباشرة.


ولفت إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تمثل تحديًا مباشرًا للمجتمع الدولي والذي يسعى إلى بلورة تسوية سياسية شاملة تضمن استقرار غزة. 


وأوضح أن إسرائيل من خلال هذه اللغة المتصلبة تحاول فرض تعريفها الخاص للتهديد الأمني، بحيث يصبح أي وجود فلسطيني مستقل أو غير خاضع لها بمثابة خطر أمني يجب التعامل معه عسكريًا.


وقال إن الموقف الأمريكي يبدو مرتبكًا، فهو يسعى من جهة إلى الضغط على إسرائيل لإظهار قدر من المرونة، لكنه في الوقت ذاته لا يريد انهيار وقف إطلاق النار أو تعريض استقرار المنطقة للخطر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق