باحث فلسطيني: إسرائيل تثبّت "الخط الأصفر" لتقسيم غزة وفرض سيادة أحادية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الباحث السياسي المتخصص في الشأن الإسرائيلي علي الأعور إن إسرائيل بدأت فعليًا في تثبيت ما يُعرف بالخط الأصفر ضمن خطة ترامب للسلام، حيث انسحبت قواتها إلى تلك المنطقة، وشرعت في بناء جدار إسمنتي باللون الأصفر لتأكيد أن هذه المساحة ستبقى تحت السيادة الأمنية والسياسية الإسرائيلية.

وأوضح الأعور في تصريحات خاصة لـ “الدستور” أن الهدف الإسرائيلي من تثبيت هذا الخط لا يقتصر فقط على البعد الأمني، بل يمتد إلى محاولة فرض واقع ميداني جديد يقسم قطاع غزة فعليًا إلى منطقتين: الأولى تحت السيطرة الإسرائيلية وتُجهَّز لمرحلة إعادة الإعمار، والثانية تحت سيطرة حركة حماس، والتي تشكّل أكثر من 50% من مساحة القطاع، لتبقى بلا إعمار أو تطوير.

المخطط لن ينجح كما تخطط له اسرئيل 

وأضاف أن هذا المخطط، برأيه، لن ينجح كما تخطط له إسرائيل، لأن القرار في نهاية المطاف بيد الإدارة الأمريكية وليس في تل أبيب. وقال: "إسرائيل انتزعت من قطاع غزة 200 كيلومتر مربع وفق اتفاقية رودوس عام 1949، ولكن ذلك لم يوفّر لها الأمن ولا الاستقرار، وكانت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر أكبر دليل على أن الأمن لا يتحقق من دون الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني".

وتابع الأعور قائلاً إن التقسيمات الإسرائيلية أحادية الجانب "خارج النص"، ولن تضمن لإسرائيل الأمن المنشود. في المقابل، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي رعت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ماضية – بحسب تقديره – في تنفيذ خطة ترامب للسلام وصولًا إلى المرحلة الثالثة، التي تتضمن انسحاب إسرائيل إلى حدود السادس من أكتوبر 2023.

وأشار الأعور إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومستشار ترامب جاريد كوشنر، إلى جانب نائب الرئيس الأمريكي ج. د. فانس، يمارسون ضغطًا سياسيًا قويًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ مراحل الإعمار، مؤكدًا أن نتنياهو لم يعد يملك مساحة للمناورة أو المماطلة السياسية بعد أن تم تثبيت القرار في قمة شرم الشيخ التي حضرها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب الرئيس ترامب شخصيًا.

وختم الأعور تصريحه بالقول إن مصر ستقود المرحلة القادمة في غزة من خلال دور مركزي في إعادة الإعمار وتشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراط تمثل جميع الفصائل، في إطار شراكة سياسية بين حماس والسلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القاهرة ستكون العنوان الرئيسي للمرحلة المقبلة سياسيًا وإنسانيًا.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق