في خطوة استراتيجية تعزز حضور مصر الإقليمي في قطاع الطاقة وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمارات الخارجية، نجحت شركة بتروجت ذراع التنفيذ الهندسي لقطاع البترول المصري في الحصول على إسناد مبدئي بقيمة 1.087 مليار دولار لتنفيذ مشروع تطوير المرحلة الثانية من حقل حاسي بئر ركايز في الجزائر، أحد أضخم مشاريع النفط في شمال أفريقيا.
صفقة نفطية بمليار دولار فى الجزائر
وتنشر «الدستور» أبرز 5 نقاط تكشف أهمية هذا المشروع وأبعاده الفنية والاقتصادية والسياسية:
1- مشروع نفطي عملاق في قلب الجزائر
يمثل حقل حاسي بئر ركايز أحد أهم الحقول النفطية الجزائرية، ويُدار من خلال شراكة بين شركة سوناطراك الحكومية وشركة PTTEP التايلاندية.
كما يتضمن المشروع الجديد إنشاء محطة معالجة مركزية بسعة 31.500 برميل يوميًا، إضافة إلى شبكة خطوط أنابيب تمتد لمسافة 217 كيلومترًا لنقل النفط الخام ومعالجته، ويُعد هذا المشروع من أكبر المشاريع التطويرية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس حجمه وأهميته الاستراتيجية في خريطة إنتاج النفط بالمنطقة.
2- بتروجت تتفوق على عمالقة الطاقة العالميين
جاء فوز بتروجت بالمشروع بعد منافسة قوية مع كبرى شركات النفط العالمية، لتثبت قدرتها على تنفيذ المشروعات الضخمة وفق أعلى المعايير الفنية والجودة والسلامة، ويعكس هذا النجاح السمعة المتميزة التي اكتسبتها الشركة في تنفيذ مشاريع الطاقة والبنية التحتية في الخارج، ويمثل خطوة إضافية نحو تعزيز وجودها في الأسواق الإقليمية والدولية.
3- تحالف مصري إيطالي يقوده الذراع التنفيذية للبترول
تنفذ بتروجت المشروع ضمن تحالف مع شركة Arkad Spa الإيطالية، حيث تتولى الشركة المصرية قيادة التحالف وتطوير المشروع لصالح مجمع حاسي بئر ركايز، حيث يجسد هذا التحالف نموذجًا للتعاون الدولي الذي يعزز من فرص الشركات المصرية في الدخول إلى أسواق جديدة وتنفيذ مشروعات عابرة للحدود.
عوائد اقتصادية ضخمة لمصر
كما يمثل المشروع فرصة قوية لتعظيم العوائد الدولارية لقطاع البترول المصري عبر المشروعات الخارجية، فضلًا عن تعزيز القدرة التنافسية للشركات الوطنية في الأسواق العربية والأفريقية، كما يسهم في خلق فرص عمل جديدة للمصريين بالخارج واستغلال الطاقات الإنتاجية الفائضة داخل شركات القطاع في مشاريع تدر أرباحًا مستمرة بالعملة الصعبة.
مكاسب سياسية واستراتيجية تعزز النفوذ المصري
كما يتجاوز المشروع بعده الاقتصادي ليحمل دلالات سياسية واستراتيجية مهمة، إذ يعزز التعاون المصري – الجزائري في قطاع الطاقة ويمثل ركيزة لتوسيع الشراكات العربية العربية في مجالات النفط والبنية التحتية. كما يتماشى مع المحور السادس لاستراتيجية وزارة البترول الذي أعلنه الوزير كريم بدوي، والهادف إلى تعميق التعاون الإقليمي وتوسيع نطاق الأعمال المصرية في الخارج.
كما يعد نجاح «بتروجت» في اقتناص هذا المشروع العملاق في الجزائر إثبات لقدرة الشركات الوطنية على المنافسة عالميًا، وبينما تتقدم مصر بثبات نحو تعزيز نفوذها في أسواق النفط والغاز الإقليمية، يأتي مشروع «حاسي بئر ركايز» ليشكل نقطة تحول استراتيجية في سجل إنجازاتها الخارجية.
0 تعليق